أطلق المصريون القدماء على نهر النيل في اللغة المصرية القديمة "إيترو عا"(الترعة حاليا)،تعني"النهر العظيم"وتشير الأصول اللغوية لكلمة النيل إلى أنها من أصل اليوناني "نيلوس"، بمعنى مجرى أو نهر، كما أكد العالم المصري رمضان عبده، أن كلمة النيل مشتقة من أصل مصري صميم من العبارة"نا إيترو
2-والتي تعني النهر ذو الفروع، كما أطلق المصريون على مجرى النهر اسم "حبت إنت إيترو"، أي مجرى النهر، وأطلقوا على فروع النيل في أرض مصر "إيترو نوكيمت"، أي فروع الأرض السوداء.
لقد أدرك المصريين القدماء أن نهر النيل هو رب الحياة التي خلقت حضارتهم، لذا نظروا له بعين القداسة، وخصصوا له
3-عددا من الأرباب أشهرهم المعبود"حعبي" ( ومعناه السعيد او جالب السعادة) ، والذي يمثل فيضان النيل سنويا، ومصدر الحياة الأولى عموما "بداية الخلق" ومصدر الحياة الأولى للمصري القديم، وقد وصف بـ"سيد القرابين" وكان أهم دورًا له كمعبود تجسيد فيضان النيل، لذا جاء ذكره كثيرا فيما يعرف
4- بـ"أناشيد النيل"، وضمن فقرات في "نصوص التوابيت"، كما أُطلق عليه أيضا "سيد الفيضان" و"رب أزلي" و"خالق" و"رب الأرباب" و"أقدم الأرباب"، كما وصف بـ"سيد الكل"، الذي يحدث التوازن في الكون.
"المديح لك يا حعبي، الذي يخرج من الأرض، ويأتي ليعيد الحياة لمصر".. ويرجع أقدم ظهور للمعبود
القديمة، ويعود أقدم تصوير له إلى عهد الملك سنفرو، ومنذ بداية الأسرة الخامسة بدأ تصوير حعبي ضمن أرباب الخصوبة في معبد الملك "ساحورع"، كما صُور على هيئة رجل ممتليء الجسم له ثديان كبيران يتدفق منهما الماء، كرمز للخصوبة والنماء.
6-من يطالع بردية تورينو، والتي تعود إلأي الاسرة التاسعة عشرة، أحد النصوص العظيمة التي تمدح نهر النيل وتبرز دوره في الحضارة المصرية، يقول: "إنه هو الذي يروي المراعي، هو المخلوق من رع (إله الشمس) ليغذي الماشية، وهو الذي يسقي الأرض الصحراوية البعيدة عن الماء. ماؤه هو الذي يسقط من
7-السماء، إنه هو الذي يأتي بالقوت، وهو الذي يكثر الطعام، وهو الذي يخلق كل شيء طيب، ويمدحه الناس".