Thread by @anasaltikriti

ما حدث في #تونس يتطلب وقفة مراجعة من قبل كافة الأطراف لا سيما لأن تداعيات قرار قيس سعيد ستكون على المنطقة كلها.
وفي هذه السلسلة أطرح بعض الأفكار فيما يتعلق بقرار الانقلاب، والأطراف السياسية المختلفة والرئيس وحزب #النهضة وكذلك الشعب التونسي ١/

#تونس كانت أول محطة لموجة #الربيع_العربي، حيث أطاح الشعب التونسي بنظام بن علي الذي بقينا نكشف سرقاته ومؤامراته وتخابره مع أعداء تونس، لسنوات عدة لاحقة. إعلان بعض السذج حنينهم لذلك النظام، خيانة للشعب التونسي وتضحياته. ٢/

يخطئ من يظن أن الانقلاب الذي أقدم عليه قيس سعيد هو انقلاب على #النهضة، بل هو انقلاب على #تونس والشعب التونسي وقرار الشعب التونسي. الفرح به، هو مثل الذي يفرح باحتراق شقة جيرانه الذي يكرهه، بينما النار ستأتيه وتأتي أهله آجلا أم عاجلا. ٣/

#الانقلاب على الديمقراطية آفة من آفات البلاد المتخلفة، ولم يؤد أي انقلاب في أي مكان إلى نمو البلد وتقدمه وازدهاره وأمنه وانفتاحه. مطلقا! ٤/

ليس مهما على من تم الانقلاب، ففي نهاية المطاف الضحية هو الشعب كله، وأولهم من يفرح بالانقلاب ويحتفل به. أنظروا إلى سجون #مصر والآلاف القابعين فيها ممن فوضوا السيسي في يونيو عام ٢٠١٣، والملايين من الجوعى والخائفين في كل أنحاء مصر. ٥/

الذي أقدم عليه قيس سعيد هو انقلاب كما تُعرّف الانقلابات السياسية، وهو اعتداء على الدستور وعلى قرار الشعب التونسي بالتزام الديمقراطية ونهج الحرية والتعددية السياسية، ولن يؤد إلى ازدهار #تونس ولا إلى نجاحها اقتصاديا أو سياسيا أو أمنيا. أنظروا إلى #مصر و #السودان وبورما. ٦/

حين نجح استفتاء #تركيا بشأن النظام الرئاسي ومن خلال صناديق الاقتراع، تباكى العالم ومنهم ليبراليو العرب على الحقوق والحريات والديمقراطية وأن أردوغان يريد جمع السلطات بيده، وهم نفسهم من يحتفل اليوم بقيام قيس سعيد بنفس الأمر ولكن بانقلاب استبدادي منفرد. ٧/

التهم التي كان من الواضح أنها مجهزة مسبقا لخصوم قيس سعيد، بالتخابر وتلقي أموال من جهات خارجية، هي تهم ينبغي توجيهها لقيس سعيد نفسه ولأنصاره والمبتهجين بالانقلاب، فلولا تخابرهم مع جهات أجنبية ولولا أموال تلقوها من تلك الجهات لما أقدموا على الانقلاب. ٨/

عند جرد الحسابات، ليس هنالك من لم يخطئ وبالتأكيد حزب #النهضة منهم. ولكن أن يتحمل النهضة وحده تبعات الفشل السياسي والاقتصادي والمجتمعي، دون سائر القوى والأطراف السياسية، فهذا عبث وتضييع لفرصة المراجعة الحقيقية. ٩/

حزب النهضة كان يملك ربع مقاعد البرلمان لا غير، ورئيس #تونس منتخب من قبل الشعب وهو الذي يرشح رئيس وزرائها، فلماذا يتم تحميل النهضة مسؤولية الفشلين السياسي والاقتصادي وكأنه هو الذي كان يدير البلد؟ ١٠/

المرة تلو المرة أظهر حزب النهضة مرونة مع الآخر وتنازل طوعا عن استحقاقاته الانتخابية وأكد على مبدأ التداول السلمي وعلى النهج الديمقراطي، مؤكدا بعد تجربة #مصر أن الأحزاب الإسلامية هي أكثر الأحزاب انفتاحا وقبولا بالديمقراطية بينما الذي يزعمون الديمقراطية يتخلون عنها عند أول عثرة ١١/

رفض قيس سعيد تنفيذ مسؤوليته بتشكيل مجلس قضاء أعلى ومحكمة دستورية، مما كان سيؤدي لنزع الكثير من الاحتقان داخل قبة مجلس النواب، وهذا يجعله بالضرورة موضع مسؤولية ومحاسبة من قبل الشعب التونسي. ١٢/

لست أدافع عن النهضة حصرا، وأطالب بمحاسبتها كما أطالب بمحاسبة كل الأطراف السياسية عن فشلها في تحقيق مطالب الثورة التونسية وآمال الشعب التونسي، ولكني أدافع عن النهج الديمقراطي الذي جاءت به ثورة الياسمين في ٢٠١١ بغض النظر عن الحزب الأكبر أو الحزب الحاكم. ١٣/

عشرات الآلاف من التعليقات التي احتفت بالانقلاب جاءت من مصادر إماراتية وسعودية وكثير منها ذكر الإخوان وتشفى بهم رغم أن النهضة أعلن مرارا انفصاله عن تنظيم الإخوان وتحوله إلى حزب سياسي محض. وهذا يؤكد إصابة هؤلاء بلوثة عقلية وهاجس قهري مرَضي بشأن الإخوان، يحتاجون إلى التعالج منه ١٤/

الإسلام السياسي القريب من حركة الإخوان المسلمين يؤمن بالتداول السياسي وبالاحتكام لصناديق الاقتراع وهو منفتح على سائر التيارات السياسية والشعبية الأخرى بل هو التيار الأكثر انفتاحا. محاربة ذلك التيار المنفتح سيؤدي إلى بروز من هم على خط داعش والقاعدة، وحينها سيحترق الجميع. ١٥/

من الواضح أن الذي يصيب محور الشر العربي بالقهر، هو أنه لم تجر انتخابات حرة، إلا وفازت الأحزاب الإسلامية. كيفما أردتم قراءة ذلك، فالنتيجة هي هي: الإسلام هوية الأمة مهما كره البعض ذلك، والتيارات القومية واليسارية والليبرالية فشلت جميعها دون استثناء وهذه الحقائق لا يمكن تزييفها. ١٦/

المطلوب من الجميع العمل لأجل تقديم مشاريع حقيقية لإخراج البلاد والشعوب من الأزمات وأولها أزمة الهيمنة الخارجية على مقدراتها، والتي تقتل أي فرصة للنهوض والتنمية والتحرر الحقيقي. ١٧/

الموقف الدولي يثبت لا أخلاقيته وازدواجيته فيما يتعلق بقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. النظام الدولي لم يعد صالحا للعمل والحاجة باتت ماسة لأجل تغيير جذري شامل، وإلا فإن خيارات الشعوب بالحرية ستلقى دائما وأبدا نفس النتيجة، ولا سيما العربية والمسلمة منها. ١٨/

لا يصح أن يقدم مثلي النصيحة لأهل تونس ولا لأي حزب سياسي في أي بلد عربي أو مسلم، لأن الذي في الميدان هو دائما الأقدر على تحديد الفرص والمخاطر وقدرته على القيام بالواجبات المناطة به، ولكن أحزاب الإسلام السياسي جميعها في كل البلدان مطالبة بإجراء جرد للحساب وتخطيط جديد للمستقبل. ١٩/

ليس من شك أن #الإسلام_السياسي يواجه حملة همجية من قبل الثورة المضادة الإقليمية والعالم أجمع، لأن الأخلاق والمبادئ تتعارض مع المصالح المادية والأيديولوجية تعارضا قاطعا، وهذا يفرض سؤالا على القوى السياسية الإسلامية: ما العمل إذا؟ إما التماهي مع ذلك النظام أو العمل على تغييره. ٢٠/

سؤال يجب أن يطرح على الأحزاب والتيارات الإسلامية السياسية: ما هو مشروعكم الواضح والشامل لمعالجة الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية والمجتمعية؟ وكيف ستعالجون حالة الفشل المتراكم من قبل الأنظمة العربية على مدى قرن من الزمن؟ وهل تملكون القدرة على تنفيذ هذه المشاريع وحمايتها؟ ٢١/

أثبت قيس سعيد، والذي كنت ممن فرحوا لفوزه بالرئاسة، بأن شهيته للاستبداد لا تقل بحال عن شهية أي حاكم مستبد، وأضاع الأوقات في تمثيليات سخيفة وشكليات لا تحل أزمة المواطن التونسي، ومن ثم ارتمى في أحضان محور الشر العربي المعادي لحريات الشعوب وكرامتها. ٢٢/

لا شك أن فرصة التراجع عن القرار لا تزال قائمة، وإن كنت شخصيا أشك في أن يتراجع قيس سعيد، والتعويل بالكامل على وعي الشعب التونسي ونخبه والتفافه حول مبدأ الحرية والديمقراطية ورفضه العودة إلى حالة الاستبداد. ٢٣/

@threadreaderapp
"unroll" please!