تخيل إنو ركبنا آلة زمنية و عدنا بالزمن تقريبا لعام 2000, وإنت لا تعرف شئ عن المستقبل, و قلتلك أن هناك مشروعان مختلفان منافسان, كلاهما عن موسوعة إلكترونية Encyclopedia
الأول عن طريق أكبر شركة إنترنت في العالم, وإسمها Microsoft. وإسم هذا المشروع Encarta
المشروع قائم على تعيين نخبة العلماء و الموثقيين التارخيين لوضع محتويات الموسوعة لآلاف من المحتويات و الخرائط الزمنية
تكلفة الموسوعة هي 100$ فقط
المشروع الثاني لشخص غير معروف إسمه Jimmy Wales و موسوعته عبارة عن موقع إنترنت يقوم أي شخص في العالم سواء كان خبير و عالم أم لا بوضع أو تعديل محتويات الموسوعة بدون أي طريقة لتوثيق مدى صحة المعلومة
تكلفة المشروع 0$, مجانية
و إسم هذا المشروع......Wikipedia
لو كنا في العام 2000 و ٍسألتك أي من المشروعين تتوقع عن ينجح, الجواب البديهي هو Encarta بدون أي نقاش
ولكن الواقع كان شئ مختلف تماما
فموسوعة Microsoft Encarta أغلقت تماما سنة 2009
و موسوعة Wikipedia أصبحت الموسوعة الأولى في العالم بأكثر من 250 مليون عملية تصفح يومية فيها
بس لازم نتكلم عن تاريخ أخر هنا...و هنا تاريخ تطور "التحفيز البشري"
فالتحفيز البشري مر في عصرنا بثلاث مراحل أساسية, نسميهم هنا:
النظام البشري التحفيزي الأول Version 1.0
النظام البشري التحفيزي الثاني Version 2.0
النظام البشري التحفيزي الثالث Version 3.0
النسخة الأولى بدأت مع بداية الخلق و الإنسان الأول (الصيادوون) , حيث كان الشئ الوحيد المحفز الدافع للعمل, و النتاج هي غريزة البقاء و عدم الموت
فعدم العمل و قلة الإنتاجية كانت نتيجتها عدم البقاء و تأمين أساسيات الحياة, عواقبها وخيمة و محفزات البقاء أساسية
و مع مرور الأزمنة, إكتشف الإنسان واحدة من أعظم إكتشافات التاريخ و اللتي غيرت من نهضة الأمم ... و هي الزراعة
و بحكم طبيعة الزراعة اللتي لا يعتمد منتوجها على شخص واحد بعينه (كالصياد), بل تحتاج إلى جماعات, و تنظيم, و تخطيط. أي بمعنى آخر ....إدارة
و من هنا بدأت النسخة الثانية من النظام التحفيزي Version 2.0 بالظهور و السيطرة
نظام المكافئة و العقوبات, او ما يسمى في علم النفس Carrot and Stick
إن أحسنت في عملك فلك المكافئة(Carrot), وإن لم تنتج فلك العقاب (Stick)
فهي قائمة على الإيمان بأن زيادة الإنتاجية تأتي إن أتى معها مكافئة إيجابية, و قلتها ياصحبها عقوبة معينة
وهذا النوع اللذي بقى لقرون من الزمن و أثبت فاعليته
الشديدة في تقدم الحضارات و نمو الأمم, حتى نهايات القرن العشرين
ولكن مع نهاية القرن العشرين و مطلع الألفية الجديدة, بدأت الكثير من المؤسسات و مدارس الفكر الفلسفية بإعادة النظر في الطبيعة البشرية و الدافع الأساسي اللذي يمكن يحركها للأمام بأعلى قدر من الكفاءة الإنتاجية
و هنا ندخل في النسخة الثالثة من التحفير البشري Version3.0
هذه النسخة وجدت أن أفضل طريقة للتحفيز البشري هي أن يقود الإنسان بنفسه مساره بما يجده أنفع لنفسه و مجتمعه
أن يكون هو الآلة اللتي تقود نفسها بنفسها, فتحرك نفسها تلقائيا بما يتجاوب مع رغباتها الداخلية, مؤدية إلى رضا أكبر بما تنتجه
هذا النظام التشغيلي قائم على 3 عوامل أساسية, إن أعيطتها , فقد قمت بتشغيلها:
حكم ذاتي: إعطاء حرية الحركة و التصرف
التمكين: معرفة أن ما تفعله يزيد من دائرة المعرفة و المهارة لديك
الغرض: معرفة أن ما تفعله له غرض و هدف أعلى من ذاتك النفسية
وهذا ما جعل Wikipedia تنتصر في حربها مع Microsoft Encarta
فهي من أروع الأمثلة اللتي توضح النتيجة الإيجابية عندما تعطي القيادة لأفراد المجتمع
يتحركون من تلقاء نفسهم
يزيدون من ثمرة علمهم بالبحث و التدقيق
و يساهمون في تكوين مرجع علمي للجميع على الإنترنت
قبل ما نكمل الموضوع, إذا وصلت لهذه المرحلة من القراءة معي..... فشكرا جزيلا
نكمل
ولكن هذا النظام التحفيزي لم يكن فقط في Wikipedia بل ظهر في العديد
واحدة من أهم هذه الأمثلة هي Open Source أو النظام المفتوح
وواحدة من أهم تطبيقات النظام المفتوح هو النظام التشغيلي Linux
نظام للمجتمع, يطور من قبل المجتمع
لن أطيل الكلام هنا عن Linux ولكن هذه الكرة اللتي تبلورت في عام 1991 هي الآن:
1. ما قام بني نظام أندرويد للهواتف عليه 2. نظم تشغيل السيارات الكهربائية و الذكية 3. الحواسيب الخارقة (Super Computers) اللتي تستخدم في العلم الكمي, التنبؤات و المحاكاة 4. شركة Nasa و SpaceX يستخدمونه
أتوقع المعلومة وصلت
وأتوقع أنك عرفت المغزى مما أريد أن أشاركه في علاقة الموضوع ب #العملات_الرقميه
فعندما يأتي الموضوع عن تعريف و نقل القيم المالية بين الأفراد, وجدنا طريقة لتطويرها تحت هذا البند التحفيزي الجديد Version 3.0
فكما ظهر نظام مثل ال Linux , عرفنا أن نوجد نظام جديد يتيح للمجتمع أن يعرفه و يطوره من أجل المجتمع
في تعريف القيمة (Value)
طريقة العمل و البرتوكل (Protocol)
تنظيم أسس حوكمتها (Governance)
تنظيم معايير أمنها (Security)
تنظيم طرق توسعتها (Scalability)
و الموضوع يأخد سنوات قليلة جدا لتكون صدمة التسارع عليه و مستويات التبني
للأسف الشديد أن معظم (وليس الكل) ممن هم في مواجهة الثورة الرائعة اللتي نشهدها واحد من أحد الفئتين:
1. إيش أشتري و متى أبيع و كيف أربح 2. كلام فاضي و كله نصب و إحتيال
الأول مش فاهم غير تذبذبات سوقية عنيفة خلقت له فرص بيع و شراء (ولا ٌول إنه غلط, ولكن الموضوع أكبر من مضاربة)
و الثاني في مرحلة من النكران, و شخصيا أنا متفهم لموقفه. فمن الصعب أن نتخيل أنن في عمرنا نشهد رحلة تحول تاريخية تعيد تعريف مفاهيمنها للقيمة
طورت من مجتمعات..... لأجل المجتمعات
ليس من الضروري أن تكون خبير تكنولوجي حتى تقتنع بالعملات الرقمية و تستوعب مكانتها في تغيير مكانة سوق اليوم. الثريد هذا كنت أشرح عن هذه الموضوع و كيف تقيمه من نظرة #الإستثمار
هذا الرجل إسمه Joel Greenblatt أحد أهم المستثمرين في صناديق التحوط. قام بتجربة رائعة تعكس واقع معظمنا عندما يكون الموضوع له علاقة بإختيار إستثماراتنا
ونشوف المصيبة 🤣
ثريد 👇🧵
في أحد حصص المالية اللتي كان يدرس بها, قام Joel بالتجربة الآتية مع الطلاب 🧑🎓
أحضر جرة من الحلوى 🍬, وطلب من الطلاب تخمين عدد القطع في الداخل بأي طريقة كانت ما عدا طبعا فتح الجرة و عد القطع. ثم طلب منهم كتابة الرقم على قطعة من الورق 📔
الخطوة الثانية كانت أن يقوم كل طالب بالوقوف و ذكر عدد قطع الحلوى بصوت عالي أمام الجميع 🔊.....مع حرية أن يكون الجواب مختلفا عما كتبه من قبل في الورقة إن رغب الطالب بتغيير جوابه... وقام Joel بتسجيل الأجوبة و متابعة درجة الإختلاف
أعلنت شركة #نتفليكس $NFLX في وقت سابق من هذه السنة عن خططها الدخول في عالم الألعاب الإلكترونية كجزء من توسيع خدماتها و تنوع مصادر دخلها...و الوقت قد حان
فبداية التوسع كانت عن طريق الإستحواذ على شركة صناعة ألعاب مستقلة تعرف بإسم Night School Studio و اللتي تختص بنوع معين من الألعاي اللتي تعتمد على السرد القصصي
قد تكون عملية الإستحواذ هذه مجرد البداية لسلسلة من الإستحواذات اللتي تخطط لها Netflix ليكون لها حصة تنافسية من سوق الألعاب المحمولة, و اللذي يزداد بنسبة 11% حتى عام 2030.
و التاريخ أثبت الدرجة العالة لدى الشركة للتكيف مع أوضاع السوق المغايرة للتماشي مع رغبة المستهلك