Thread by @Prof_Subaie

كانت لي هذه التغريدة قبل يومين كالعادة كل يوم أربعاء، وقد شاهدها أكثر من 300 ألف شخص، وتفاعل معها قرابة ٤٥ ألفاً، وذلك بفضل الله يحقق الهدف من نشرها وهو التوعية ورفع مستوى الثقافة النفسية

https://twitter.com/Prof_Subaie/status/1453287301308686337?s=20

مما أسعدني أن الغالبية الساحقة من المشاركين كان استشعارهم للخطر عالياً واستطاعوا التوصل للمشكلة الحقيقية لعثمان، وهي تعرضه لاعتداء جنسي متكرر من ابن خاله الذي يكبره بسنتين.

الأمر فعلاً خطير.
خطير جداً. حمى الله أبناءنا وأبناءكم..
في دراسة سعودية، وجد أن قرابة 21% من المشاركين تعرضوا لتحرش جنسي في طفولتهم، أي أنه من بين كل 5 أطفال، تعرض واحد للتحرش.

دعوني أطرح بين أيديكم حقائق ومعلومات مهمة:
١. نسبة كبيرة من الأطفال تعرضوا للتحرش أو الإعتداء ولم يخبروا أحداً، إما بسبب الخجل أو الشعور بالصدمة أو تحت تهديد المتحرش أو المعتدي أو الخوف من الوالدين.

٢. الطفل تظهر عليه علامات جسدية وانفعالية وسلوكية عند تعرضه للتحرش أو الإعتداء، (لكن الكثير لا يعرفها) ولذلك كتبت هذا الموضوع

٣. علامة واحدة أو اثنتان من العلامات التي سأذكرها قد لا تعني بالضرورة تعرض الطفل للتحرش، ولكن وجود العديد من العلامات مثل ما حصل لعثمان مؤشر لا يمكن تجاهله.

٤.تختلف علامات تعرض الطفل لتحرش أو اعتداء جنسي، حسب عمره وحسب عوامل أخرى، وسأعرض لذلك لاحقاً

٥. المتحرش أو المعتدي في ٩٠٪ من الحالات، ليس غريباً، بل شخص يعرفه الطفل ويأمنه

٦. تحدث معظم حالات التحرش أو الإعتداء في منزل الطفل أو منزل المعتدي أو في النوادي أو دورات المياه في المدرسة

٧. يقوم المتحرش أو المعتدي بإعطاء الطفل هدايا أو اظهار حمايته له والإهتمام به، بدافع إغرائه أو شراء سكوته.

٨. إذا كان المتحرش أو المعتدي طفلاً، فعلى الأرجح أنه هو نفسه ضحية لتحرش أو اعتداء جنسي. وما يقوم به هو تمثيل لما وقع له.

٩. أكثر الأطفال عرضة للتحرش أو الإعتداء الجنسي هو من سبق له التعرض لذلك، ومن يعيش في بيئة مهملة، ومن يعانون من إعاقة جسدية أو نفسية أو حسية، والذين يقضون الساعات على مواقع الإنترنت والتواصل والدردشة.

وبالعودة لقصة عثمان، فستجدون فيما يلي علامات تعرضه لتحرش جنسي واضحة جلية في قصته. كما يلي:

هناك علامات جسدية لتعرض الطفل للتحرش أو الإعتداء الجنسي:
١.كدمات أو ألم او نزيف أو افرازات في الأعضاء التناسلية أو الفم
٢.ألم مستمر عند التبول أو الإخراج

٣. عدم التحكم في البول أو البراز
وفي هذه الحالات يجب عرض الطفل على الطبيب للكشف وفحص عن الأمراض الجنسية المعدية

هناك علامات انفعالية لتعرض الطفل للتحرش أو الإعتداء الجنسي:
١.طرح مواضيع مثل "الأسرار أو العيب أو الحلال والحرام"، وما شابه ذلك مما يشير إلى أنه يريد قول شيء لكنه متردد
٢.الهدوء والانسحاب والإنكفاء على نفسه خلاف طبعه

٣.تغير نفسية الطفل مثل كثرة البكاء أو الغضب بدون سبب
٤.الشكاوى الجسمانية المتكررة التي لا سبب لها عندما يذهب للطبيب مثل آلم البطن أو الصداع وما شابه ذلك
٥.الخوف الشديد والتشبث بالوالدين
٦.الأحلام المخيفة والكوابيس

هناك علامات سلوكية لتعرض الطفل للتحرش أو الإعتداء الجنسي:
١.عدم اللعب وتجنب بعض الناس وبعض الأماكن
٢.تدهور المستوى الدراسي وفقدان الشهية
٣.استخدام عبارات أو ألفاظ جنسية لا يعرفها سابقاً أو القيام بتصرفات جنسية لا تناسب عمره

٤.يقلد الأفعال الجنسية عند استخدام العرائس أو المجسمات، كأن يضعها على الأرض فوق بعض أو يفتح أرجلها... الخ
٥.السلوك العنيف بالصراخ والضرب والتكسير
٦.رفض تغيير الملابس أو المساعدة في دخول الحمام أو عند النوم

ومن علامات التعرض للتحرش أو الإعتداء الجنسي عند المراهقين:
١.ايذاء الذات بالضرب أو استخدام الأدوات الحادة لتجريح نفسه خاصة اليدين
٢.محاولات الإنتحار المتكررة
٣.التدخين واستخدام الكحول والمخدرات
٤.تدني مستوى النظافة الشخصية

٥.الابتذال الجنسي
٦.الغياب لساعات متأخرة أو الهروب من المنزل
٧.القلق والاكتئاب
٨.الخوف من الناس وعدم القدرة على تكوين صداقات

نحمي أبناءنا من التحرش أو الإعتداء الجنسي؟
تابع
تابع
تابع

حاوروا أبناءكم لكي تكون مجالستكم لهم متعة، فالحوار مع الأطفال دائماً وأبداً، وفي كل الأمور، يجعلهم يستطيعون التعبير والطلاقة في الحديث والجرأة.

لا تكن حواراتكم مع أبنائكم مجرد أوامر ونواهي أو أحاديث عابرة "سوالف) رغم أهميتها.
عبروا عن مشاعركم المختلفة أثناء حواراتكم.
كيف يعرف الطفل مفردات مثل الفرحة، المتعة، الضيق، الحزن، الخوف، القلق، الغضب، القهر.. الخ.. إن لم يسمعنا نستخدمها، ويشرع هو في استخدمها.

لا تضعوا خطوطاً حمراء عندما تتحدثون مع أبنائكم. بل تحدثوا معهم في كل شيء، فالطفل ذكي جداً، ولو استشعر أن هذا الموضوع يستفزكم أو يغضبكم، أو يمكن ألا تتفهموا مشاعره أو تلومونه، فلن يخبركم بما يحدث له.

الطفل لا ملجأ له بعد الله إلا والديه. لو خاف منهما فإنه سيكون عرضة لكل أنواع التحرش والابتزاز والاعتداء، الجنسية والجسدية وغيرها. بل سيستخدمهم المعتدي ضده "والله لأقول لأبوك كذا" لأنه يعرف خوفه منهم.

شاركوا أبناءكم بعضاً من قصصكم وأخطائكم في الطفولة أو في الوقت الحاضر.. مثلاً سرقت أو ضربت أحدا أو تعرضت لموقف محرج.. الخ وكيف خرجت من الحرج أو تصرفت في الموقف. هذا دروس في التربية ومهارات التعامل مع الحياة.

شاركوا أبناءكم بعض أسراركم وخصوصياتكم لأن هذا يشعرهم بالثقة ويشجعهم على مشاركتكم أسرارهم، ويعلمهم أي الخصوصيات يمكن أن تقوله للآخرين؟
و اطلبوا منهم المشاركة في حل بعض مشكلاتكم، وكيف يمكن التصرف حيالها

احترموا أبناءكم (الإحترام ليس فقط للآباء)، تجنبوا الصراخ عليهم أو لومهم على كل صغيرة وكبيرة.
التعامل باحترام بين والدين والأبناء يعلمهم حدود العلاقات مع الآخرين، ويعلمهم حدود الأدب مما يجعلوهم ينفرون أو يبتعدون عن أي شيء خلاف ذلك.

علمو أبناءكم أن أجسادهم حق لهم وليس لأحد لمس جزء منه (ليس فقط الأعضاء الحساسة).. لمس الرقبة أو الذراعين أو الفخذين أو التقبيل يتعبر انتهاكاً لأجسادهم، على الأقل حتى يكبروا ويميزوا بين التعاملات البريئة والمشبوهة.

انتبهوا لأي تغير في سلوك الطفل أو انفعالاته، وخذوها على محمل الجد.
لا مجال هنا لإحسان الظن، فحماية الطفل تأتي أولاً ثم باقي الأخلاق الجميلة تأتي لاحقاً.

احرصوا على أبنائكم مع أقرانه أو منهم أكبر منه، مهما كانت صلة القرابة، كالأعمام والأخوال وأبنائهم، والخدم والسائقين. لا تجعلوهم يغيبون عن أعينكم.

علمو أبناءكم ألا يختلي بهم أحد، وألا يركبوا مع أحد في سيارته أو يصحبوه لمكان لم يخبروكم عنه، ولو كان جزءاً من المنزل كالملحق أو الإستراحة .

كيف تتصرف إن أحسس أن تحرشاً أو اعتداءاً على طفلك قد حدث؟
تابع
تابع
تابع

إذهب له لطبيب الأطفال وأخبره عن مخاوفك. سيقوم بفحص الطفل بشكل عام، لكي لا يشعر الطفل باهتمامك بمنطقة معينة، وراقب ردة فعله عن الفحص (الغضب، الألم، الخوف الشديد).

إهدأ.. اهدأ.. اهدأ.. واسأل طفلك بشكل عام ثم مباشر..
لا تظهر خوفك وقلقك لأن هذا يزيده خوفاً وسكوتاً

أشعر طفلك بالأمان، وأنك تسأله فقط، لتساعده في التعامل مع الموضوع ومنع حدوثه مرة أخرى.

لا تستعجل الإجابة، ولكن لا تستسلم، واستغل الفرص بين الحين والآخر لطرح الأسئلة بأشكال مختلفة.
الطفل يحتاج لوقت كاف ليهدأ ويطمئن ليتحدث

اجمع أخباراً من الأطفال الآخرين بشكل عام. مثلا هل حصلت مشاجرة.. هل ضرب أحد أحد؟ من تدخل لحماية من؟ وكيف حصل ذلك.. الخ
تعلم مهارات التحقيق...

إن لم تتوصل إلى شيء، ولازال الشك في قلبك، وحالة الطفل النفسية غير مستقرة، وسلوكه لا زال مضطرباً، راجع به فوراً طبيب أطفال نفسي، أو أخصائياً نفسياً مؤهلا.

ما الذي يمكن أن تفعله إن كان طفلك فعلاً قد تعرض لتحرش أو اعتداء جنسي؟
تابع
تابع
تابع

كن قريباً من طفلك وأشعره بالأمان، وأن هذا لن يغير في علاقتك به شيئاً، وأن الحياة لن تتغير، سوى أننا سنكون أكثر حذراً في المرة القادمة عند التعامل مع الأخرين.

خذ طفلك لطبيب نفسي مختص أو أخصائياً نفسياً متخصصاً في الأطفال.
مما يؤسف له رغم كثرة مثل هذا الحوادث، أنه لا يوجد مختصون في علاج ضحايا التحرش والاعتداء الجنسي. وعلاج هذه الحالات يأخذ وقتاً طويلاً

من أسوء المواقف أن يكون المعتدي طفلاً أخر في العائلة. لأن والديه قد يأخذا موقف الدفاع عن ابنهما المعتدي، مما يسبب شرخاً في الأسرة إلى قيام الساعة.

ليس من الحكمة انتشار الخبر، لأن ذلك سيحرج الطفل ويعرضه للتنمر طوال حياته. ولذلك فمراجعة مختص ومشاورته في كيفية التعاطي مع الموضوع مهم

الحاجة للعلاج لا تقتصر على الطفل المتعرض للتحرش أو الإعتداء، بل تشمل والديه كذلك لأن الحدث جلل ولن تطوى صفحته بسرعة، إذ قد يحدث تلاوم بين الأبوين أو هجر او حتى طلاق أحياناً

لا ننسى أن المتحرش أو المعتدي، إن كان طفلاً، هو الآخر بحاجة للعلاج، لأنه هو على الأرجح كان هو ظفسه عرضة للتحرش أو الإعتداء

هل تبلغ الجهات المسئولة؟ ربما، ولكن هذا الإجراء يحتاج لمعرفة ما الذي ستتخذه هذه الجهات غير التحقيق؟ هل سيعاقب الجاني صغيراً أو كبيراً؟ هل سيقوّم سلوكه؟ هل سيحول هذا الإجراء الحادثة من مسألة شخصية تعالج في حدود المنزل أو المنزلين إلى أن تكون حدث الساعة وفضيحة مدوية في الحي؟

الأنظمة الغربية في التعامل مع مشكلات التحرش قد لا يصلح تطبيقها في مجتمعنا، لذلك لابد أن نأتي نحن بدليل موحد للتعامل معها ينشر على أوسع نطاق ليعرف الوالدان كيفية التصرف، وإلى من يلجئون وماذا سيجدون، وما العواقب المترتبة على الطفل أو عليم في حال ذهابهم للجهات المختصة أو عدم ذهابهم.

اذا مخلص سريع وتبسيط حول مشكلات التحرش و الإعتداء الجنسي، لا يعطيه حقه

وأخيراً فال #يوم_الجمعه
صلو فيه كثيرا على المختار صلى الله عليه وسلم
ولا تنسوا ساعة الإستجابة آخر هذا اليوم. ادعو لأنفسكم ووالديك وأحبابكم حيهم وميتهم ولأبنائكم، ولي معهم.

تقبل الله من الجميع