لا أعرف لماذا تأخرت في قراءة رواية #حمور_زيادة (#الكونج). الرواية صغيرة الحجم، جديرة بالتأمل. تضج بقصة عن حياة قرية في شمال السودان. مُزجت الفنتازيا بالواقع بشكل ممتع. تبدأ القصة بكشف مرتكب الجريمة. فتبحث عن الدافع الذي لم يُصرح به طول الصفحات. فتتساءل أهو عبث الحياة!
+
+
ترى الصراع على رأس المال الرمزي الاجتماعي والمكانة هو المحرك لكل شئ في قرية الكونج. حتى في حضرة الموت. الناس هنا تتفادى اللوم كما الطاعون. تتحرك البوصلة الاخلاقية لتتبى الموقف النقيض في ظرف ساعات من نفس الاشخاص. خط حمور زيادة روايته حول هذا الدافع.
+
+
هنا النساء يتم ضربهن كممارسة يومية بسبب او بدونه. لكل واحدة طريقتها في التحمل. أكان احضار احداهن عشيقها للبيت وزوجها نائم في الغرفة المجاورة انتقاماً؟ والزوج الذي يعلم بما يحدث، يدفن رأسه ببناء بيته في ربوة تكشف كل من يصعد لها، أيكتب دليل براءة له ام للمجتمع؟
+
+
لفتتني آليات التبرير المختلفة للافعال التي تصل حد التناقض. الاعمى مثلا يقِّر بانه يغتاب وينّم الناس. لكن "ليس على الاعمى حرج" فقد اخذ نصيبه من العقاب! والاعرابي (والمتواجد على هامش المكانة الاجتماعية) ترك الصلاة لخصيصة اختصهم بها الرسول العربي فرفعت عنهم الصلاة فليسوا كالآخرين!
+
+
وبرغم قتامة الجو..وثقل الموت..تفلت منك بعض الابتسامات وقد تصل لحد الضحكات..فتستغفر الله والمقام مقام موت!
حالة الخصوصية الغائبة في القرية تذكرنا بأن الخصوصية هي ابنة المدينة الحديثة. هي إختراع جدّ جديد. قبلها الكل يعرف عن الكل كل شئ.
+
حالة الخصوصية الغائبة في القرية تذكرنا بأن الخصوصية هي ابنة المدينة الحديثة. هي إختراع جدّ جديد. قبلها الكل يعرف عن الكل كل شئ.
+
لامس زيادة #السودان المسكون بالخرافة والما ورائيات. من الاحلام التي تقع في نفس لحظة مشاهدتها وحتى الموتى الذين يعودون. ما بين الفانتازيا والصوفية.
+
+
ما وجه الشبه بين #السودان والقاتل الذي يعترف بجريمته بهدوء ويتقبل الواقع، قبل ان يهرب يأن الامر محض حلم..لكن لسبب ما يرجع عن روايته طالبا الخلاص بالموت. يتذبذب كأن تنازع (الشريعة) و(الحقيقة) يعملان فيه فعل مبضع الجراح بغير تخدير.
+
+
"للموت خاصية عجيبة انه يحوّل كل المساوئ إلى حسنات […]بقدر ما يبغضك الناس في حياتك سيظهرون حبك بعد موتك"
"الموت العنيف مدعاة للرثاء"
"اهل الحضر احياناً يقاربون الكفر حين يعارضون قدر الله ويعترضون عليه"
"المرأة التي لا قلب لها عقرب سام"
+
#حمور_زيادة #الكونج
"الموت العنيف مدعاة للرثاء"
"اهل الحضر احياناً يقاربون الكفر حين يعارضون قدر الله ويعترضون عليه"
"المرأة التي لا قلب لها عقرب سام"
+
#حمور_زيادة #الكونج
في رأيي ما عاب الرواية كثرة الشخصيات.بعضها لم يضف للاحداث ما يبرر تواجدها. وداخلني احياناً انّ #حمور_زيادة يفقد ايمانه بذكاء قارئه فيغرق في شرح اشياء يمكنه التقاطها لو اكتفى بالاشارة. لم ينقص ذلك من بهاء الرواية كثيراً وحمور وصّاف ويجسد الصورة بالكلمات. العمل ممتع ويستحق القراءة.
