ثريد عن كتاب دكتور David Buss:
(Evolutionary Psychology: The New Science of the Mind) "علم النفس التطوري: العلم الجديد للعقل". توجد ترجمة عربية للكتاب. الكتاب مبسط ومن 900 صفحة. ويصعب تلخيص كل مواضيعه.
+
(Evolutionary Psychology: The New Science of the Mind) "علم النفس التطوري: العلم الجديد للعقل". توجد ترجمة عربية للكتاب. الكتاب مبسط ومن 900 صفحة. ويصعب تلخيص كل مواضيعه.
+
علم النفس التطوري فرع يهتم بدراسة طريقة عمل العقل البشري وآليات عمله في محاولة لإيجاد أجوبة لاسئلة من شاكلة لماذا العقل مصمم بهذة الطريقة؟ بنيته التنظيمية؟ كيف يتفاعل مع البيئة لينتج السلوك البشري؟
+
+
علم النفس التطوري يحاول تفسير خوف البشر في المدن من لدغات الثعابين برغم أن إحتمال الوفاة بحادث سير أكبر وقد لا يلق أحدهم ثعباناً طول حياته.
+
+
لماذا هذه الرغبة المحمومة في أكل الدهون والسكريات برغم ان إنسان العصر الحديث لا يحتاج لكل هذة الطاقة(السعرات الحرارية) وتتحول إلى دهون في جسمه تهدد حياته.
+
+
علم النفس التطوري يقوم على فكرة/فرضية أساسية: البشر يولدون مصممين ومستعدين مسبقا لمعالجة بعض أنواع المعلومات وليس سواها. يُذكر الأمر بالإبستمولوجي؛ فرع من الفلسفة يدرس نظرية المعرفة (حديث لوقت آخر).
+
+
الإطار العام لعلم النفس التطوري يقوم على نظريتي دارون. الأولى؛ الإنتقاء الطبيعي بعناصرها الثلاثة: التغيير، الوراثة والإنتقاء. (الإنتقاء) الطبيعي يحدث لأن (التغيير) في بعض الموروثات تؤدي لنجاح (تكاثري) مقارنة بموروثات أخرى.
+
+
النظرية الثانية لداروين في الإنتقاء الجنسي. تحاول تفسير تطور الخصائص الحاصل عن طريق الإقتران (التزاوج). وتتم عبر عمليتين: الأولى التنافس بين أفراد نفس الجنس (الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث)، والثانية الإنتقاء بين الجنسين.
+
+
في الإنتقاء الجنسي: الإشخاص أصحاب الصفات المتفوقة والمرغوبة لديهم فرص أكبر للإقتران مع الجنس الآخر وبالتالي التطور (التغيير عبر الزمن بسبب الفروقات في النجاح الإقتراني).
+
+
تركيز علم التطور النفسي على المشكلات التكيفية مثل:
-مشكلة البقاء حتى المقدرة على التكاثر
-مشكلات الإقتران: إختيار الشريك والحفاظ عليه.ما الذي يجعل صفات معينة جاذباً (جسمية/وضع مادي/الخ..)
+
-مشكلة البقاء حتى المقدرة على التكاثر
-مشكلات الإقتران: إختيار الشريك والحفاظ عليه.ما الذي يجعل صفات معينة جاذباً (جسمية/وضع مادي/الخ..)
+
طور البشر عدة آليات تكيفية لحل معوقات البقاء مثل شح الطعام، المفترسات، الأمراض وظروف المناخ المتقلبة.
+
+
من النقاط الجدلية كيفية جمع أسلاف البشر لطعامهم. هنالك ثلاث فرضيات:
-الصيد قام به الذكور (الذكور القوة اللازمة للتطور)
- جمع الطعام قامن به الإناث (الإناث محركات التطور)
-أكل الجيف (الحيوانات النافقة وبقايا صيد المفترسات الأخرى)
المرجح خليط من الصيد والجمع وأكل الجيف أحياناً.
+
-الصيد قام به الذكور (الذكور القوة اللازمة للتطور)
- جمع الطعام قامن به الإناث (الإناث محركات التطور)
-أكل الجيف (الحيوانات النافقة وبقايا صيد المفترسات الأخرى)
المرجح خليط من الصيد والجمع وأكل الجيف أحياناً.
+
الصيد يحتاج مهارات مثل المهارات العالية للتجوال عبر مسافات بعيدة (ثم العودة) -مهارة قراءة الخرائط- والمقدرة الذهنية للتنبأ بمناورات الفريسة وحساب كيفية رمي الرمح. لذلك يتفوق الرجال على النساء في هذة المجالات في المتوسط.
+
+
في المقابل جمع الطعام الصالح للأكل يحتاج ذاكرة مكانية وإدراك المحيط وتتفوق النساء على الرجال في النشاطات التي تتطلب ذاكرة تحديد المواقع وترتيب الأشياء في المكان.
+
+
أُجريت بحوث عابرة للثقافات في أكثر من 40 بلداً. في معظمها تم تحقيق الفرضية؛ لكل من الجنسين مهارات معينة يتفوق بها على الآخر. علم النفس التطوري يقول السبب أن من كان لديهم هذة المهارات إستطاعوا البقاء ونقل مورثاتهم.
+
+
فُرض ان الرجال تمتعوا بنجاح تكاثري أعلى في الماضي (فتم تمرير مورثات التكاثر الأعلى) على حساب مورثات البقاء. بمعنى أن الإنتقاء يحابي الصفات الجيدة في وقت مبكر من العمر. كأن الرجال مصممون للوفاة في وقت مبكر مقارنة بالنساء!
+
+
حب البشر لأكل التوابل تم تفسيره أنه قدم حماية من الجراثيم (تقتل الجراثيم وتحد من نموها وتمنع إنتاج السموم من الأطعمة). في العصر الحديث توفر الثلاجات هذة الميزة. لكن البشر لم يتوقفوا عن أكل التوابل.
+
+
حب البشر للكحول أُرجع كمنتج ثانوي لولع تكيفي لأكل الثمار ذات الرائحة/الطعم الفريدة المرتبطة بدرجة نضجها وبالتالي سعرات حرارية أعلى.
+
+
عدم تحمل المرأة الحامل لبعض الأطعمة أرجع كتكيف لحماية الطفل. كثير من الأطعمة التي تنفر منها المرأة الحامل تحوي مواد فيها سُميات مؤذية للطفل النامي. فترفض الحامل أطعمة مثل الخضروات، اللحوم والقهوة. والأغذية الآمنة للجنين يقل رفض الحامل لها. مثل الخبز والحبوب.
+
+
نظرية روبرت ترايفرز في الإستثمار الوالدي والانتقاء الجنسي بتقوم على فرضيتين:
الأولى: الجنس الذي يستثمر أكثر في الذرية سيكون أكثر إنتقائية بصدد التزاوج وإختيار الشريك.
الثانية: الجنس الذي يستثمر أقل في الذرية سيكون أكثر تنافسية للوصول الجنسي إلى الجنس ذو الإستثمار الأعلى.
+
الأولى: الجنس الذي يستثمر أكثر في الذرية سيكون أكثر إنتقائية بصدد التزاوج وإختيار الشريك.
الثانية: الجنس الذي يستثمر أقل في الذرية سيكون أكثر تنافسية للوصول الجنسي إلى الجنس ذو الإستثمار الأعلى.
+
المرأة أكثر إستثماراً في أي إتصال جنسي مقارنة بالرجل. قد يكلفها الأمر أن تحمل 9 شهور مليئة بالتعب يتبعها رضاعة وحماية لطفلها (قبل إختراع كيمائيات منع الحمل).
+
+
لكن في علاقات الإقتران طويلة المدى (الزواج أو مفهوم الشراكة) كل الجنسين يستثمر بنفس القدر في الأطفال ويكرس موارد كبيرة وثمينة فيكون الطرفين أكثر إنتقائية.
+
+
بعض الحيوانات يكون إستثمار الذكر يفوق الأنثى (موادر أكبر-زمن أكبر-الخ...) في هذة الأنواع تتنافس الأناث للوصول للذكر ويقوم بالإختيار.
+
+
إذاً كل مشكلة تكيفية (حسب فرضيات علم النفس التطوري) ينبغي يتبعها سلوك تفضيلي معين. تفسر هذة الفرضيات تفضيلات البشر وسلوكهم المتبع في إختيار الشريك. ومعظم هذة السلوكيات تمت دراستها والتأكد من صحتها إحصائياً.
+
+
كمثال:
*المشكلة التكيفية: إنتقاء قرين (زوج) قادر على الإستثمار يؤدي لأن المستثمر الأكبر (المرأة) تفضل قرين:
-وضع مالي جيد (ولو مستقبلاً)
-مكانة إجتماعية
-سن أكبر (أموال/مكانة أكبر)
-الطموح والإجتهاد
-الحجم، القوة والقدرات الرياضية
+
*المشكلة التكيفية: إنتقاء قرين (زوج) قادر على الإستثمار يؤدي لأن المستثمر الأكبر (المرأة) تفضل قرين:
-وضع مالي جيد (ولو مستقبلاً)
-مكانة إجتماعية
-سن أكبر (أموال/مكانة أكبر)
-الطموح والإجتهاد
-الحجم، القوة والقدرات الرياضية
+
*المشكلة التكيفية قرين سيبدي مهارات والدية جيدة. يؤدي لبحث المرأة عن قرين له:
-إستقرار إنفعالي
-الرقة
-تفاعل إيجابي مع الأطفال
+
-إستقرار إنفعالي
-الرقة
-تفاعل إيجابي مع الأطفال
+
تفضيلات النساء تتغير حسب السياق الزمني. في فترات مبكرة من عمرها تكون الصفات الجسدية للشريك (وسيم مثلاً) ذو قيمة أكبر مقارنة مع تقدم العمر الصفات المفضلة تكون الوضع المادي والموثوقية (رجل مستعد للإستثمار في ذريتها).
+
+
إذا المرأة تريد رجلاً ذو موارد (لكن قد يكون لعوباً ولا يبحث عن علاقة جادة) فتبحث عن الحب والإلتزام منه، وفي نفس الوقت يكون بصحة جيدة.
+
+
مؤسسة الزواج قد يكون تم إرساء قواعدها من النساء. وإتبع الرجال القواعد ليمكنهم نقل جيناتهم. الزواج مكنهم من حل مشكلة التأكد من الأبوة. ومن تم إختيارهن من الجدات هم الذين حازوا صفات مرغوبة منهن.
+
+
تفضيلات الرجل للنساء مرتبط جزء منها بعمر النساء. لأن مع تزايد العمر تقل فرص الإنجاب. أدى ذلك لتفضيل الرجال للشابات.
+
+
الصفات الجسدية للمرأة تلعب دوراً في تفضيلات الرجال. مثل: الجلد النقي، الشفاه المكتنزة، أنوثة الوجه، صوت أنثوي، الخ..
+
+
في البيئات الأكثر قحطاً يُفضل الرجال النساء الأثقل وزناً. لأنه قد يكون مؤشر لوضع مادي جيد وتغذية جيدة وصحة أفضل من النساء الأقل وزناً. في حين مناطق الوفرة الإقتصادية مثل الدول الغنية يكون الجسم النحيل أكثر تفضيلاً من الرجال. وضمن نفس المجتمع كلما ضاقت الأحوال تُفضل الأثقل وزناً.+
أحد مشكلات التأكد من الأبوة تم حلها عن طريق طلب العفة من المرأة قبل الزواج وطلب إخلاصها بعده. يقدر الرجال عذرية المرأة أكثر من إهتمام المرأة بنفس الأمر. لكن في المجتمعات التي يشيع فيها الجنس قبل الزواج بدأ يتم النظر على العفة ليست أمراً مهما أو ذو موضوع.
+
+
قد يكون جزء من الأمر أن الزواج لا يقدم كثيرا للمرأة. فهي مستقلة ماديا ونظام الرعاية الإجتماعية يوفر لها حياة معقولة من مأوى (الدولة تقوم مقام الزوج) مما حرر المرأة من الإعتماد الإقتصادي على الرجال.
+
+
في أحد التجارب تم عرض صور نساء على رجال. تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموع عُرض عليها نساء جذابات والثانية متوسطات الجاذبية. بعدها قدر رجال المجموعة الأولى أنهم أقل إلتزاماً تجاه شريكاتهم الحاليات. هذا من الآثار المدمرة التي أتت مع ثورة الإتصالات.
+
+
تكرس النساء كثير من الموارد لتحسين مظهرهن الجسمي من ضمن سياق جذب الرجال. فالنساء يستجبن للتفضيلات التي يعبر عنها الرجال (لون المرأة المطلوب، وزنها، شعرها، الخ..). وتنزع النساء للتقليل من غريماتهن بتبخيس مظهرهن وإتهامهن بالإباحية مثلا.
+
+
لذلك بعض القضايا المتعلقة بالمرأة في #السودان مثل (تبييض البشرة، زيادة الوزن..) لا يمكن حلها إلا بإستصحاب الرجال. لأن التفضيلات علاقة تبادلية من طرفين وتحكم سلوكهم الإثنين.
+
+
هنالك كثير من النقود لنظريات علم النفس التطوري. سأتطرق لها في وقت آخر.
+
+
