Thread by @AzzahraniKhaled

#الخلية_المجنونة
#السرطان

تحت هالتغريدة حتكلم في سلسلة تغريدات عن السرطان، إيش هو؟ وكيف يتكون؟ إيش هي صفاتة الجزيئية؟ ووين وصلنا في حربنا معه؟ أطلق على هالسلسلة عنوان: #الخلية_المجنونة

بدأت أبحاث السرطان بالإنطلاق الفعلي في بداية السبعينات، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي الراحل نيكسن حربه على السرطان في خطابه المشهور عام 71. تأثرت أبحاث السرطان في تلك الفترة بثورة البيولوجيا الجزيئية في ذاك الوقت الي تفجرت بعد الإكتشاف العظيم للحمض النووي #DNA في الخمسينات.

الخلايا الطبيعية في الجسم تعيش وفق نظام محكم، ماتنقسم إلا عند الضرورة وبعد ما تتأكد إن الجينات الي داخلها مافيها أي خلل. إذا كان في خلل تصلحه قبل ماتنقسم #DNArepair، وإذا ماقدرت تصلحه تنتحر عبر عملية الموت المبرمج #Apoptosis. هذي الخواص مهمة للحفاظ على أنسجة الجسم من تكون الأورام

ينشأ السرطان من خلية وحدة يتخربط فيها نظام الإنقسام #CellCycle فتصير تنقسم بطريقة عشوائية، فتنتج لك أجيال من الخلايا المجنونة الي تنقسم بسرعة وبدون توقف لين يبدأ يتشكل الورم.

إيش السبب الي جعل هالخلية الطبيعية تتحول إلى خلية مجنونة تنقسم بطريقة عشوائية وخطيرة؟ ماحد كان يعرف الجواب لين جا واحد إسمه مايكل بيشوب عام 74 :)

بيشوب كان من أول الناس الي بحثوا في السرطان من نافذة الـDNA

اكتشف بيشوب أن السبب خلف هالتحول المجنون هو جينات طافرة سماهم الجينات الورمية #Oncogenes. هذا الإكتشاف كان تقريبا البداية الفعلية لأبحاث السرطان لأنه أثبت لأول مرة أن السرطان مرض سببه داخلي متعلق بالجينات.

لاحقا فاز بيشوب بجائزة نوبل عام 89 بسبب إكتشافه العظيم.

إكتشاف بيشوب فتح عيون العلماء على البحث في الجينات. بداية الثمانينات.. اكتشف العلماء نوع جديد من الجينات، تعمل عكس عمل الجينات الورمية: توقف انقسام الخلية، وتصلح الأعطاب الجينية، وتقتل الخلية المجنونة عبر الموت المنظم. أطلقوا عليهم إسم الجينات المثبطة للورم #TumorSuppressorGenes.

من أبرز هذي الجينات المثبطة للورم جين #p53

تم اكتشافه سنة 79، وسرعان ما صار أهم جين في الحياة، يوقف انقسام الخلية، يصلح الأعطاب، وإذا ماقدر يصلحها يقتل الخلية عبر الموت المنظم. وتقريبا يتحكم بكل شي داخل الخلية. لذلك أطلق عليه ديفد لين -أحد العلماء الي اكتشفوه- إسم "حارس الجينوم"

تشير الإحصائيات أن 50% من السرطانات #p53 فيها خربان. ويدعي بعض العلماء أن النصف الآخر من السرطانات يكون p53 فيها خربان لكن بطريقة غير مباشرة.

يعتبر p53 أكثر جين تمت دراسته ونشر فيه أبحاث حتى اليوم، هالجين هو محور اهتمامي ودراستي، ولعلي أخصص له ثريد كامل في المستقبل إن شاء الله.

هذي الإكتشافات وغيرها، بالإضافة إلى إكتشافات مهمة في البيولوجيا الجزيئية -زي الي حصل في فهم نمو وانقسام الخلية، وكيف الخلية تشتغل وتصنع البروتينات، وكيف الخلايا تجتمع وتكون النسيج، وكيف الأنسجة تتكون تحت تحكم جينات معينة- ساهمت في إيضاح الصورة الغامضة، وبدينا نفهم السرطان شوي شوي

لين جت سنة 2000، الي فيها نشر عالم السرطان الشهير بوب واينبرغ وخوية هاناهان ورقتهم المشهورة الي صارت أهم ورقة في تاريخ أبحاث السرطان: The Hallmarks of Cancer

لخصوا فيها 6 خواص تميز الخلية السرطانية عن باقي الخلايا.

خواص الخلايا السرطانية:
1 مايحتاجون محفز خارجي يحثهم على النمو والإنقسام
2 مايستجيبون للإشارات المثبطة للإنقسام
3 مقاومين لعملية الموت المنظم
4 ينقسمون إلى مالا نهاية، بينما الخلايا الطبيعة بعد كم انقسام يوقفون
5 عندهم قدرة يصنعون إمدادات شرايين تمدهم بالدم.
6 عندهم قدرة للإنتشار

سرعان ماأصبحت هالورقة المرجع الأهم وانبنت عليها كثير من الدراسات، وتقدر تقسم أبحاث السرطان الجزيئية وفقا لخواص الخلية السرطانية، فتجد علماء يبحثون في انقسام الخلية، وبعضهم يدرس الموت المنظم، وبعضهم يدرس قدرت الخلايا السرطانية على جلب امدادات الشرايين، أو قدرتهم على الإنتشار وهكذا

السرطان إذاً يبدأ من خلية وحدة تحدث فيها طفرة جينية تتسبب بتحفيز أحد الجينات الورمية أو تثبيط أحد الجينات المثبطة للأورام. طفرة مثل هذي تعمل خلل في التوازن الموجود في كل خلية فتصير الخلية تنقسم بدون نظام.. ثم تنقسم وتتكاثر لين يتكون الورم.

متى نلقى علاج للسرطان؟ مافي شي اسمه علاج للسرطان. السرطان كلمة عامة تطلق على أمراض كثيرة تصل ل200 مرض، كلهم يشتركون في خاصية إنهم ينشأون من خلية وحدة تالفة. لكن كل مرض له مجموعة جينات طافرة وعلى ضوء هالجينات ممكن تتصمم العلاجات. بعض السرطانات طور لها علاجات وبعضها لسا.

يقول بيشوب في مقابلة تلفزيونية: "إقتربنا من حل المشكلة، في الخمسين سنة المنصرمة، أحرزنا تقدم كبير على مستوى فهمنا للسرطان. فهمنا كيف يشتغل رغم إننا لسا ماعرفنا كل أسبابه. وما نزال في الطريق لتطوير مراحل التشخيص المبكر. تقدمنا لكن لم ننته بعد، فالمشكلة معقدة ولها وجوه كثيرة"