القيمة الجوهرية
من أهم الموضوعات في فلسفة الأخلاق وسأحاول أن أوجز الحديث للتعريف بهذا المصطلح حتى يكون مدخلا لمن يريد التوسع في الخلافات والإشكاليات المطروحة
يحاول الفلاسفة الوصول إلى غاية نهائية يسعى كل البشر إلى الوصول إليها. =
غالبا سيكون الجواب للحصول على شهادة مؤهلة لوظيفة
هنا نرى أن الدراسة ليست مرادة لذاته وإنما من أجل هدف آخر هو الوظيفة
نواصل السؤال لماذا تريد وظيفة؟
غالبا سيكون الجواب من أجل المال
إذن الوظيفة ليست مرادة لذاتها
نتابع: لماذا تريد الحصول على المال؟=
وهكذا ترى أن كل فعل ليس مرادا لذاته بل من أجل شيء آخر أي أن قيمته خارجية وليست جوهرية أي أنه معرض لفقد قيمته إذا لم يؤد إلى الغاية النهائية فالوظيفة ستفقد قيمتها إذا لم تجلب المال مثلا إذا كان هو الغاية النهائية =
لو كان الشيء مرادا لذاته سيكون فعله غير مبرر بسبب فلو كان مثلا شرب الماء مرادا لذاته لكان الإنسان يشرب الماء طوال الوقت دون النظر لحالة العطش والرغبة في الحفاظ على الحياة لأنه أصبح مرادا لذاته أي ذو قيمة جوهرية نهائية =
على أساس السعي لتحقيقها لذاتها وليس من أجل شيء آخر
السعادة بوصفها قيمة جوهرية لا تعني المشاعر المؤقتة التي يجربها الفرد أو لحظات اللذة أو المتعة لأنه قد يختبر حالات من الألم والحزن والتعب لا تتعارض مع القيمة الجوهرية =
البشر غالبا ستجدهم متفقين على التنديد بالأفعال التي تقوض من سعادتهم أو سعادة الآخرين مثلا القتل والعبودية وحقوق المرأة وحقوق الأقليات والظلم إلخ
الأديان دائما وجهت أتباعها للعمل من أجل تحقيق السعادة في النهاية سواء على الأرض =
بعض المذاهب الأخلاقية أيضا استعملت السعادة بمعاني مختلفة كقيمة جوهرية كمذهب أبيقور واليودمونيا والرواقية والمتعة والنفعية وهذا التعدد راجع لتفسيرهم لمعنى السعادة بين المتعة والفضيلة، والمتعة لا تعني مجرد اللذات الحسية بل أيضا اللذات العقلية =
الآن في موقف واحد طبق القيمتين: =
إذا كان تفسيرك للسعادة هو المتعة فالموقف الأخلاقي أن تستجيب له أما إذا كان الفضيلة فالعكس أن تخبر الشرطة عن مكانه
تفسيرك للسعادة ينبني عليه إلزاميات على كل قرار أخلاقي تتخذه
انتهى