السعادة قيمة جوهرية أخلاقية
سبق أن تكلمت عن القيمة الجوهرية في الأخلاق وذكرت أن القيمة الجوهرية الأخلاقية الأكثر قبولا هي السعادة (الرابط في نهاية الثريد)
لكن من التعليقات اتضح لي وجود بعض التفسير الخطأ لمعنى السعادة وربطها باللذة أو الشهوة أو المتعة حصرا أي شخصية =
لذا سأوضح في هذا الثريد معنى ذلك
السعادة المقصودة بالقيمة الجوهرية موضوعية تعني جودة الحياة وازدهارها ومناسبتها ورخاءها وراحة البال
هي ليست فقط في شعور اللذة
ولا في طلب المتعة الذاتية
ولا في الاستجابة للشهوة
ولا في الشعور الشخصي بالفرح =
المثال الأول: المخدرات
الشعور الغامر الذي تمنحه المخدرات بالمتعة لا يقارن بأي شيء لكن هذا نتيجته حياة بائسة وفقر وإدمان ومرض وموت ما يجعله مضادا تماما للقيمة الجوهرية=
الإنسان من الكائنات القليلة التي تستعمل الجنس للمتعة وليس للتكاثر فقط وتؤدي ممارسة الجنس غير المنضبط إلى عواقب صحية واجتماعية تفسد الحياة مما يعارض القيمة الجوهرية =
إن أكثر شيء متعب ومرهق هي تربية الأطفال لكن تجد الأهل يفرطون في راحتهم وأموالهم ويدافعون عنهم ويبذلون كل شيء من أجل أطفالهم لأن هذا العمل يحقق القيمة الجوهرية =
قد يتعرض الإنسان لمواقف تعارض مبادئ يؤمن بها فيتحمل المشقة والعناء ليحافظ على ثباته لمبادئه ويتعرض لخسائر مادية واجتماعية من أجل ذلك وتجد هذا واضحا في مفاهيم الشرف والعزة والكرامة لأنه إن فرط في مبادئه فسيحتقر نفسه وهذا لا يخدم القيمة الجوهرية =
قد يستهدف الإنسان غاية ما كشهادة أو وظيفة أو الاقتران بشخص يحبه فتجده يتقبل المشقة التي سيعانيها من أجل ذلك الهدف برضا وإصرار حتى يصل لغايته ومع أن هذه معاناة لكنها تخدم القيمة النهائية الجوهرية =
انتهى