موجز لحجج وجود الله مع نقضها
أنا أحتاج لهذا الثريد من كثرة الاعتراضات الساذجة من المؤمنين بهذه الحجج دون أن يكون لديهم معرفة بمعنى كلمة برهان لأنهم يسمونها براهين وهي مجرد حجج استدلالية جدلية ولأنهم يطلعون عليها من مصادرهم دون أن يطلعوا على نقضها فيحسبون أنها لم تنقض=
حجة جدلية ليست على أساس ملاحظة العالم بل تقوم على المنطق وحده. من دراسة الوجود وهي في أبسط صورة:
- الله هو كائن كامل الكمال
- الوجود كمال وعدم الوجود نقص
- إذن الله موجود
أول الاعتراضات جاءت من المؤمنين أنفسهم على هذه الحجة على نفس نمطها=
لا تكون الجزيرة مثالية إذا لم تكن موجودة
إذن الجزيرة المثالية موجودة
من الواضح أن مجرد تعريف الشيء لا يعني وجوده في الواقع
أيضا كانط اعترض أن الوجود ليس صفة ولا يضيف أي شيء لجوهر الكائن فالماء الذي أتخيله في ذهني لا يختلف =
إن الحجة الوجودية هي مثل طالب نال درجة 1 من 10 في الاختبار فكتب صفرا بجانب رقم واحد ثم اعتقد أنه بذلك حاز الدرجة الكاملة=
أبسط صورة لها هي حجة الكلام الكونية
1- كل ما له بداية له سبب
2- الكون له بداية
3- إذن الكون له سبب
ولاستحالة تسلسل الأسباب لا بد أن تتوقف السلسلة عند سبب أول ليس له مسبب وهذا السبب الأول هو الله
لن أناقش الحجة والاعتراضات عليها بل سأقبل وجود سبب أول بلا مسبب =
هنا توجد قفزة في الاستنتاج دون برهنة على أن السبب الأول هو الله
الحجة الكونية لا تدل إلا على سبب أول لكنها لا تشرح ماهيته فضلا على صفات خالق قادر عالم إلخ =
وتعرف بحجة التصميم والنظام والإتقان، أو حجة التصميم الذكي وهي حجة يراها المؤمن قوية جدا لذا سأطيل قليلا فيها والاعتراض على هذه الحجة بعدة اعتراضات:
أ- ما المعيار الذي نعرف به النظام؟
فنحن ليس لدينا كون آخر غير منظم نقيس عليه فنعلم أن كوننا أفضل أو أسوأ =
ب- ثم إننا جزء من الكون فكأن الكون يحكم على نفسه أنه منظم والأمر بحاجة لمراقب خارجي ليس جزءا من الكون ليحكم عليه
ج- ولا نعرف عن كوننا هذا إلا القليل فلا ندري هل تغلب عليه العشوائية أم النظام =
هـ- وأخيرا
تصميم الكون خاضع لقوانين دقيقة مضبوطة
الله إما أنه خاضع لهذه القوانين حين يخلق وإذن هو ناقص القدرة =
فإذا كان غير خاضع فنحن لن نكون مؤهلين لمعرفة الإتقان لأن أي شيء يخلقه الله يعمل بإرادته وليس بالضبط الدقيق وهنا سيكون أي شيء في نظرنا مصمما بإتقان فإذا أراد الله أن يجعل السائل يتصرف كالغاز والغاز يتصرف كالسائل سيبدو لنا ذلك =
وقد قدمت لها ثريدا منفصلا هنا يبين كل الاعتراضات على هذه الحجة
بهذا يتبين أن ما يسمونه براهين ليست إلا حججا جدلية نقضها أقوى منها لنعود فنقول أنه لا توجد حجة قوية تدل على وجود الله وأن ما ليس في الكون =
انتهى