My Authors
Read all threads
.
قصة
_____(الشيخ الملحد)_____

تحذير: +18 🔞
[1]
في جلسة هادئة في إحدى الصحاري والرمال محمرة من أمسها الماطر والنسائم العليلة تنشر عبق عطر زهورها وكأنها عناق أحباب بعد طول غياب وتقطع الأسباب

كاد نواف يغمى عليه ضحكا عندما روى فيصل مأساته التي حدثت هنا =

قال فيصل: "يا رجل صرت أخاف أنام ويطلع لي بريك بالحلم، بعدين اسكت يقول المثل إذا أطريت الكلب ولم العصا، أخاف يصير طالع للبر حولنا وما تدري إلا هو هاجم علينا يبي يصلي بنا"
لم يستطع نواف التنفس من الضحك فصار يهتز كأنه جوال على الصامت ثم تنطلق منه شهقة متلهفة للهواء ثم يعود يهتز=
حتى أوجعه صدره فما كاد يهدأ حتى قال: "ذكرتني بسالفة عن واحد اسمه فايز من يوم هو صغير وهو مع أبوه المطوع ومن حلقة إلى حلقة وحفظ القرآن وما أدري كم حديث ودخل تخصص حديث وعلومه في الجامعة وكمل دراسات عليا وصار الشيخ الدكتور فايز وطلبوه يدير مركز توعية الجاليات ووافق وطلبوه يصير=
إمام الجامع ووافق وطلبوه يصير مشرف حلقات منطقته ووافق والرجال ما يقدر يحك راسه من الشغل ويصير له هاك الموقف اللي قلبه فوق تحت..."
ثم استرسل نواف يقص حكاية الشيخ الدكتور فايز
[2]
سافر فايز إلى مصر يريد زيارة زملائه من الدكاترة المصريين وشراء بعض الكتب النادرة من مكتباتها=
وما إن وصل مطار القاهرة مساء حتى استقبله صبري الذي أوصى به أحد زملاء فايز ليتولى الاهتمام بفايز خلال رحلته.
كان صبري خبيرا بهؤلاء السياح وقد منحته خبرته سمعة جيدة فهو يعرف ما يريدون ويختصر عليهم الجهد والوقت وكانت مهمته تقتصر على جعل السائح يشعر بالرضا والسرور خلال=
رحلته وما إن أوصله إلى الفندق سأله صبري متى يريده أن يحضر فطلب منه فايز أن يحضر بعد صلاة الفجر مباشرة ليستغل اليوم من أوله فقال صبري: "ماشي يا باشا، تصبح على خير"
ألقى فايز بجسده المنهك على السرير، وما إن لامس جسده الفراش الوثير، وأحس بنعومة اللحف والوسائد، إذا به يمد يده إلى=
عضوه دونما قصد، فتأخذه تلك اللذة من تحريك عضوه إلى تخيل مؤخرة ماري، الممرضة المسيحية التي أعلنت إسلامها في مركز توعية الجاليات بعد أن قضى المركز بعض الوقت في دعوتها، ثم تبسم لما تمارض وذهب إلى العيادة التي تعمل فيها، ليروي شغفه بالنظر إلى تلك المؤخرة التي تبدو وكأنها تريد=
تمزيق البنطلون، لقد ملأته تماما واحتواها وكأنه جزء منها، كان يستطيع أن يحدد بالضبط نصفي المؤخرة، ثم قفز به عقله راسما صورة ماري عارية، تشاركه هذا السرير، فاحتضن الوسادة ثم باغته النعاس فاستسلم لنوم عميق لم يقطعه سوى رنين ساعة الفجر في يده، فحمل نفسه بتثاقل وتوضأ وبدل ملابسه=
ثم خرج يريد المسجد، فتوقف عند موظف الاستقبال ليسأله عن أقرب مسجد، فشعر الموظف بالعجب مما دعاه للسؤال: "معليش يا بيه! إنت بتسأل عن المسجد ليه؟"
فأجاب فايز مندهشا: "صلاة الفجر!"
فقال الموظف: "بس لسه يا بيه الفجر باقي له شويتين"
قال فايز متعجبا: "بس الحين وقت الصلاة شوف الساعة!"=
قال الموظف: "ممكن حضرتك ما غيرتش الساعة لتوقيت مصر. صح؟"
عض فايز شفته السفلى ثم تبسم للموظف وعاد إلى غرفته فورا دون أن يقول أي كلمة شاعرا بالحرج من الموقف وهو يتخيل موظف الاستقبال يقول في نفسه مستهزئا : "قال صلاة الفجر قال"
[3]
دخل صبري إلى بهو الفندق فوجد فايز جالسا ينتظره واضعا يديه فوق كرشه الذي يبدو كبالون محشور في بطنه قد شبك أصابعه ويتمتم لنفسه بصوت خافت.
قال صبري: "صباح الخير يا باشا"
فالتفت فايز فلما رأى صبري رمقه بنظرة غاضبة وقال موبخا له بصوت مشمئز: "وعليكم السلام" =
قال صبري: "معليش يا باشا! ما تأخذنيش! أنا معايا ليك حاجة حتبسطك، حاقولها لك واحنا في السكة"
نهض فايز مبسملا يعتمد بيده على رفع وزنه الثقيل وسار مع صبري إلى سيارته الواقفة أمام بوابة الفندق وما إن فتح له صبري الباب حتى ألقى فايز بمؤخرته على مقعد السيارة فاهتزت السيارة حتى=
سمع صبري صوت أطيط السيارة كأنها كانت تئن من حمل فايز الثقيل فأغلق صبري الباب واتجه لمقعد السائق قائلا: "استرها معانا يارب"=

انطلق صبري بالسيارة وهو يفكر بطريقة ما ليفاتح فايز بما خطط له بطريقة تنال رضا فايز وتزيد من اسهمه عنده وأثناء الطريق=
بادر صبري قائلا: "بص يا باشا، إنت حتقعد هنا كتير وأنت وحدك مفيش حد معاك، إيه رأيك، تتجوز لك حتة أمورة صغيرة متهندمة تبسطك وتونسك وتاخد بالها منك وتاكل معاك وتسليك وتدفيك وبدال ما أنت قاعد كده لوحدك، ومش حتكلفك كتير، قلت إيه؟"=
قال فايز: "يا عم صبري انا عندي زوجتين وما فكرت في الثالثة ونسوانكم ما يحتجبون مثلنا وما أقدر أتقبل هالشي"

قال صبري: "ولا يهمك، سيب كل شي علي، وهي حتعمل اللي أنت عاوزه لو تقولها ما تطلعيش مش حتطلع، وانت قبل ما ترجع طلقها تكون عشت يومين حلوين وهي حتعيش سنة بالمهر اللي حتديها"=
قال فايز: "لا يا عم صبري هذا مايجوز"
قال صبري: "ما تفهمنيش غلط يا باشا، إنت مش حتقولها إنك ناوي تطلقها، وممكن هي تخش قلبك وتاخدها معاك مين عارف وهي بنت غلبانة وعلى قد حالها وترضى بالقليل مش حتغلبك، وإنت شيخ وعارف إنه كده مش حرام"

سكت فايز قليلا يفكر ويتذكر الفتاوى التي =
أصدرها العلماء بإباحة هذا النوع من الزواج

قال فايز: "حسبي الله عليك يا عم صبري لعبت في راسي، والله إن السرير الفاضي إنه ينعاف، متى نروح لها؟"

قال صبري: "أدي إحنا رايحين نخطب" وكشر عن ابتسامة نابعة من ثقته بخبرته العميقة

قال فايز: "يا ملعون وأنت مخطط لكل شي؟!"=
قال صبري: " ولا يهمك يا باشا إنت في يد أمينة ما تخافش، دي شغلتي وانت استثمار لي بكرا حتبعت صاحبك وتوصيني عليه"
قال فايز: "صدقت يا الملعون"

[4]
عاد فايز إلى فندقه فورا مصطحبا زوجته المؤقتة فتحية بعد أن طلب منهم أن يجهزوا له حفلة صغيرة في غرفته وأرسل صبري في سبيله وقضى=
يومه كاملا مع فتحية خفيفة الدم ظريفة الكلام لذيذة اللهجة في وجهها حلاوة وجمال أفسد بهجته فقرها المدقع الذي لولاه لم تكن مثل هذه الحسناء لترضى أن تسير في شارع واحد مع هذا الفيل زوجها المؤقت فتمتم فايز في نفسه: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاها به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا"=
قضى فايز يومه بصحبة فتحية ولم يخرج لأي مكان حتى جاء الصباح التالي فطلب من صبري أن يوصله إلى زملائه الأساتذة دكتور حمدي ودكتور عصام في حي الحسين ليتجولوا في بعض المكتبات ويزوروا بعض معالم الحي التاريخي.
وفي أثناء تجوالهم في الحي مشيا إذا بصوت يناديهم من خلفهم:=
"صباح الخير يا أساتذة" ثم يتخطاهم صاحب الصوت ويواصل طريقه دون أن ينتظر الرد، فتعجب فايز وقال: "مين هذا؟! وليش ما رديتوا عليه؟!"

قال حمدي: "سيبك منه، ده دكتور فرج، ملحد ضال"

قال فايز: "عجيب وتاركينه يسرح ويمرح؟!"

قال عصام: " بص يا دكتور فايز، هنا مش زي عندكم،=
وهو في حاله كافينا شره ما بنكلموش خالص"

قال فايز: "ادعوه للإسلام لعل الله يفتح على قبله وتاخذون أجره"

قال حمدي: "غلبنا معاه هو تخصص فلسفة ومش حينفع معاه الكلام"

قال فايز: "وش فلسفته؟! خلوني معاه ساعة بس وراح يصلي معنا الظهر بإذن واحد أحد"

قال عصام: "سيبه يا فايز واسمع الكلام=
الراجل ده ختم الله على قلبه"

قال حمدي: "ادعي له بس الله يهديه"

قال فايز: "أنتم ما عرفتوا له، دواه عندي وإذا ما أقتنع فأنا ما أعرف شي"

قال عصام: "يا فايز ده ملحد، لو فيه شوية عقل ما ألحدش فسيبك منه خلاص"

فقال حمدي: "سيبه يا عصام خليه يجرب، باين إنه أول مرة بيشوف ملحد"=
فطلب فايز أن يقدموه له فنادى دكتور حمدي: "يا دكتور فرج! ممكن عن اذنك لحظة؟"

التفت فرج متفاجئا متعجبا كيف بشيخين أزهريين يناديانه وهما لم يردا عليه التحية مرة واحدة ولم يكلماه منذ أن انفض مجلسهم الأخير وقد يئسا من إعادته لحظيرة الإسلام.=
عرفاه بالشيخ الدكتور فايز شيخ الحديث وعلومه في بلده وبرغبته في إجراء حوار معه فتبسم فرج وقال: "وما له تفضلوا معايا أنا رايح قهوة الفيشاوي"
وخلال الطريق ظل فايز يحضر حججه وأدلته ويحاول أن يصنع خطة ما ليستدرج فرج ليوقعه إما في تناقض أو عجز إثبات=

يتبع بعد قليل ...
أو مغالطة أو أن يقحم برهانه في حلقه ليلجمه ويلقمه حجرا فهذه معركة منشودة فإما أن يعيد هذا الضال المسكين إلى رشده وإما أن يقيم الحجة على عدو الله ورسوله

بينما كان فرج يفكر باحثا عن السبب الحقيقي وراء هذا النقاش فالشيخان الأزهريان قد انقطع رجاؤهما منه فكيف لم يخبراه؟=
أم أنهما سمعا منه حججا جديدة ويريدان أن يشعراني بالحرج إذا لم يكن الرد حاضرا.
[5]
ابتدأ فايز الحديث وطرح كل الحجج المعتادة التي كان فرج يسمعها وكم تنفس الصعداء وقال في نفسه: "وأنا اللي كنت فاكرك حاجة تانية!" وبينما فايز يهذر بحججه كان عصام وحمدي=
منشغلين في كل شيء إلا كلام فايز وما كادا يسمعان فايز يقول: "وهذه 4 حجج تثبت وجود الله ومعها عدة حجج تنسف الإلحاد نسفا فتذره قاعا صفصفا" حتى كان شغلهما الشاغل هو وجه فايز وهو يستمع لكلام فرج.
فصل فرج في نقض كل حجة من حجج فايز ثم أضاف عليها حججا تضعف موقف فايز أكثر فأكثر=
لكن فايز كان يفكر في شيء آخر فقد كان يستمع لاقتباسات وأسماء لا يعرف عنها شيئا من هذا ابيقور ومن هذا يوثيفرو ومن هذا هيوم ومن هذا كانط ومن ومن ومن؟
لقد ملأ العجب وجه فايز وفغر فاه فما كاد ينهي فرج حديثه حتى اعتذر فايز قائلا : "كل اللي سمعته جديد علي ولا أعرف عنه شي"=
فقال فرج: "هو أنتو ما بتعرفوش الفلسفة؟!"
قال فايز: "الفلسفة حرام وهي عندنا سبيل الزنادقة"
فانفجر فرج ضاحكا وقال: "هو انتو لسه محرمينها؟! عشان كده ما كنتش تعرف إن حججك انتهت من 300 سنة وما فيش حد بيتكلم عنها غيركو"
قال فايز: "هذي جولة، موعدنا السنة الجاية، أتعلم وأجيك"=
رحب فرج بالأمر وتبادلا معلومات التواصل

تفرق الجمع وعصام لا يكاد يستطيع كتم شماتته بفايز وقال: "مش قلت لك اسمع الكلام، أديك خدت على نافوخك"
فقال فايز: "لكل سيف نبوة ولكل جواد كبوة، وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، الوعد السنة الجاية بإذن الرحمن"=
فعلق حمدي قائلا: "مش حتيجي صدقني"
تجاهل فايز تعليق حمدي وأكملوا جولتهم
[6]
انتهت رحلة فايز إلى مصر وطلق فتحية وقلبه ينازعه فقد أعجبه جمالها وتفاصيل جسدها وأحب لطافتها وظرافتها وعاد إلى بلده لا يشغل باله شيء سوى الفلسفة فلم يتحمل أبدا وهو الشيخ الدكتور ذو الجاه والمنصب=
أن يهزأ به حثالة الإلحاد ولا يجد له جوابا فأقبل يلتهم الفلسفة التهاما ترافقه كتبها أينما حل وارتحل فأبحر فيها يخوض غمارها ويمخر عبابها ويغوص في أعماقها ولكم كانت دهشته عندما اكتشف اليونان القديمة فانبهر بتقدمهم المعرفي في تلك العصور بينما كانت الأمم من حولهم=
تائهة في غياهب الجهل منغمسة في خرافاتها البدائية لقد اندهش من عقلية الفلاسفة القدماء وتأملاتهم وأحب أسلوب سقراط وتخيله يلقي عليه الأسئلة وعقل أفلاطون وهو يزرع في كل عقل جاء بعده جزءا منه ومنطق أرسطو وهو ينظم الأفكار وتسلل أبيقور في خياله فتذكر فتحية=
تلك الفتاة التي منحه فقرها قدرة على أن يستوعب هوبز وصبري الذي جعله يفهم ويليام جيمس وحمدي وعصام اللذان مثلا له الحركة المدرسية وفرج الذي رآه في هيوم حين كان يهدم يقينه شيئا فشيئا ثم تخيل كانط وهو يلم شتات عقله وديكارت وهو يفحص أجزاء مخه=
رأى ماركس يرفع لوحة فيها اسم كومار عامل المسجد وتخيل هيجل يرفع يديه الاثنتين أمام وجهه ثم يصفق بهما ويقول بلهجة الواثق: "ديالكتيك يا حبيبي" تخيل رائحة غليون راسل تخترق أنفه وهو يقول: "الحب حكمة والبغضاء حماقة"، لقد أحب الفلسفة كثيرا وعشقها، لقد استوعب=
معنى العبارة (فيلو صوفي) جيدا، ومن كثرة تفكيره واهتمامه انخفض وزنه واختفى كرشه، إنه مشغول بعقله شغلا جعله يغفل عن بطنه.
لكن الذي لم يحسب له حسابا، ولم يتخيله قط ولا في أكثر تخيلاته مبالغة أن تهتز أركان إيمانه، لم يدرك أنه حين يفكر بحكمة سيعقد أول محاكمة يكون هو فيها المتهم=
خلف القضبان، تسرب اليقين من نفسه وتسلل إليه الشك، أصبح يكافح كثيرا ليتمسك بكل إرث السنوات الماضية، قضى ليالي كثيرة يتحدث فيها مع الله، يتوسل إليه أن يدركه، لكن الشك سيطر عليه وأصبح يلقي أجزاء من يقينه كل يوم كما تلقي الشجرة أوراقها=
كأن ديكارت هو من كان يقطعها ويلقيها

تذكر فتحية وهي تدخل عليه كأنها سجادة ملفوفة مغلفة بالسواد ثم ما زال يلقي جزءا تلو جزء من ملابسها حتى رأى تفاصيل جسدها كله، كيف لهذه الكاعب الناهد الهيفاء الحسناء التي تروي عطش العيون أن تدفن جمال حقيقتها تحت أستار الجهل؟!=
إنه يرى الحقيقة الآن ناصعة كما رأى تفاصيل جسد فتحية، إن الحقيقة جميلة مثيرة مغوية مغرية مثل فتحية لكن فقر المعرفة دفنها تحت ديون الجهل.

أدرك أن الحقيقة جمال محرم
لا يراد لأحد أن يطلع عليه
لقد بنيت الأسوار وأسدلت الأستار
وأحكمت الأقفال حتى لا يرى أحد جسد الحقيقة

لقد ألحد فايز
,
[7]
مضت عدة أيام وفايز تتصارع أفكاره فمن جهة لم يعد يؤمن بخرافة دينه السابق ومن الجهة الأخرى حياته كلها قائمة على هذا الدين=

عائلته وعمله ومشاركاته في الفعاليات ومنصبه ومركزه الاجتماعي ومظهره كلها قائمة على شخصية الشيخ الدكتور فايز لكن عقله يشعر بالاشمئزاز من هذه الحياة =
فماذا يفعل؟، لقد فكر طويلا وقلب الأمور حتى دخلت عليه طفلته الصغيرة تدعوه للغداء فحملها بحنان فصارت تلعب بلحيته بسعادة

لقد أثارت أصابعها الصغيرة وهي تخترق شعر لحيته خيالات عن سعادة بناته ويقلب مشاهد عديدة في رأسه

يتذكر حال أمه وأخواته البائس معه ومع أبيه وإخوته
وعلى الغداء كان يتأمل في وجوه بناته وكيف ستكون حياتهن وقد فرضت شخصيته عليهن أن يكن بنات الشيخ، ما الحياة التي تنتظرهن؟! ما المستقبل الذي أعده لهن؟! وهنا أدرك فايز أن أول واجباته هو حماية بناته والمحاولة بقدر المستطاع أن لا يتعرضن لأي أثر تفرضه عليهن شخصيته الدينية=
لقد جعل هدفه أن يبذل ما استطاع من جهد ليقتنص لهن أكبر نصيب من السعادة، يجب أن يحصلن على المال والمعرفة والحرية ليفعلن ما يردن مهما كانت إرادتهن، سيعطيهن مساحتهن الخاصة كاملة ليفعلن ما يردن أيا كان دون فرض وصاية عليهن من أحد، وهذا لن يكون لهن في هذا المجتمع إلا ببقائه ولي أمرهن=
لكنها ولاية صورية أمام الناس لن يستغلها ضدهن بل سيملأ هذا المكان حتى لا يسمح لأحد بالتحكم في حياتهن، لقد اتخذ قراره وسيصبح منافقا، من أجل عيون بناته، سيتحمل كل القرف اليومي الذي يواجهه حتى يحظين بأكبر نصيب من السعادة والرضا بما يخترنه لأنفسهن، فجمع بناته وزوجتيه=
وقال: "كثير من عاداتنا وتقاليدنا ما هي من الدين، وكثير من العلم والمعرفة محجوبة عنا، هذي مكتبتي وهذا الإنترنت تحت أمركن، تعلمن كل شي وكل وحدة منكن حرة وغير مفروض عليها أي شيء، وأنا راح أدعم كل خياراتكم، ورجائي الوحيد لا تسوون شي عشاني، سووه عشان أنفسكن فقط، وكل اللي أبيه=
إن السعادة تسكن قلوبكن طول العمر"
استمرت الجلسة وعائلة فايز تلقي عليه الأسئلة وتناقشه وتفترض مواقف وتمتحن ردات فعله، وشعر فايز بأنه قد يضطر إلى كشف سره لو أجاب على كل هذه التساؤلات، فأراد أن يضع بعض التبرير لموقفه الجديد، فشرع يشرح كثيرا من المحرمات القديمة=
كالطباعة والمذياع والتلفاز وغيرها من الأمور التي تبين سذاجة تحريمها وأنه لا يريد أن يكون محدودا بل منفتحا والأهم أن لا يؤثر ذلك على سعادتهن ثم نظر إلى ساعته وقام قائلا: "وجبت صلاة العصر"
[8]
كان فايز يحاول التوفيق بين مظهره المتدين، وقلبه الكافر فكان يجرب سرا=
كل المحرمات الدينية، يشرب الخمر ويدخن، ويمتع عينيه في وجوه الحسناوات ومؤخراتهن، يسافر أحيانا ليتخلص من ثقل هذا التمثيل، ويحاول التخلص من قيود الدين بعض الوقت، كانت حياته لا تطاق لكنه يتحمل كل ذلك من أجل بناته، وذات مساء نسي علبة السجائر في جيبه العلوي، وهو ذاهب=
ليؤم الناس في صلاة المغرب في الجامع، وأثناء سجوده سقطت علبة السجائر من جيبه على الأرض، ورآها الناس الذين كانوا خلفه وفيهم جيرانه وطلابه، وحين كان الناس يصلون وراءه بخشوع، كان يفكر في طريقة ما يفسر بها ما حدث، فما إن انتهى من الصلاة واستدار نحو الجماعة، حتى رأى

يتبع بعد قليل ...
العيون تلتهمه بنظراتها الحادة، فتبسم يهز رأسه ثم قال: "القهوة يا جماعة عندي في الشبة لا تخلونا"

لمح عدة أشخاص من (المطاوعة) ممن ليسوا معه على وفاق يتحدثون بطريقة مريبة ويختلسون النظر إليه، فاستراب منهم وخشي أن ينشروا الخبر، فتوجه إليهم= صورة ملحق - مجلس
ووجه إليهم الدعوة لتناول القهوة عنده كل باسمه حتى يضطروا للقبول، وليصر على من يعتذر منهم، ثم ذهب إلى شخص يعرفه في إذاعة الأخبار ودعاه أيضا للحضور بل اصطحبه معه ولم يتركه حتى أجلسه في الملحق

توافد الناس إلى بيت فايز وبدأ=
يعد القهوة بنفسه قائلا: "اليوم عطاني تاجر قهوة عينة من نوع جديد من الهيل استورده وجاء على بالي نجربه كلنا وأشوف وش رايكم، إذا هو نوع طيب والا لا، لأن سعره غالي ولا أدري هو يستاهل هالسعر والا يبي يلعب علي"
وأثناء إعداد القهوة بادر أحد (المطاوعة)=
قائلا: "يا شيخ عندنا سالفة نبي نقولها دام اجتمعنا ولا هي سر عشان نخفيه ولا ..."
قاطعه فايز قائلا: "اللي تبونه تم، بس تشربون قهوتكم أول ويصير خير"

لقد أدرك فايز أنهم يريدون إحراجه بحكاية علبة السجائر فأراد أن يؤجل الحديث عنها قدر المستطاع والتفت إلى قهوته ليكمل إعدادها=
وما إن حان وقت إضافة الهيل حتى أخرج علبة السجائر التي كانت معه وأخرج منها بضع حبات من الهيل ووضعها في دلة القهوة ثم أعطى العلبة لذلك الشخص المشهور في نشر الأخبار وقال: "شوف هالهيل يا أبو فلان وش رايك"

انفرجت أسارير الجميع وتبسموا وشعروا بالحرج من ظنونهم السيئة بشيخهم=
وتناولوا القهوة معجبين بنكهة الهيل الذي لم يكن سوى الهيل العادي المعروف، بينما شعر المطاوعة ببعض الحنق إذا فسدت خطة إحراجهم لفايز الذي بادرهم بالسؤال عما لديهم، فما كان من أحدهم إلا أن قال: "لعله وقت ثاني يا شيخ"=
[9]
أراد فايز التخفف من أعباء حياة المدينة قليلا فاقترح عليه أحد زملائه أن يذهب إلى إحدى قرى البادية ليضرب عصفورين بحجر فيعلمهم أمور دينهم، ويبتعد عن ضوضاء المدينة قليلا، أعجبت الفكرة فايز واختار قرية معزولة قليلة السكان فاستقبلوه بحفاوة واقبلوا عليه يعظمونه ويتعلمون=
منه ما يجهلونه من أمور دينهم، وتخفف هو من بعض أعباء نفاقه وتمثيله لشخصية الشيخ العالم، فلديه الوقت ليجلس وحده لا يقطع خلوته محاضرة ولا درس ولا عمل ولا ضيف ثقيل، ولا يتصل عليه من يطلب فتوى في هذا المكان النائي، بعض الصلوات وخطبة جمعة لا يقول فيها أشياء كثيرة لا يفهمونها.=
لقد أحب فايز حياة البساطة وصفاء نفوس الناس الجميع يعرفون بعضهم ويسألون عن أحوالهم ويسندون من يتعثر منهم وشعر بسعادتهم التي تفتقدها المدينة

وذات يوم رأى امرأة غافلة تقضي بعض شؤونها فانبهر بجمالها وتقاسيم وجهها وصفاء عينيها فهبت الريح من خلفها فألصقت ثوبها =
بجسدها فشهق شهقة كادت تفضحه عند المرأة الحسناء، لقد رأى مؤخرة ماري الممرضة على جسد هذه المرأة، فتتبع هذه المرأة حتى عرف منزلها ومن هي، إنها خزنة زوجة شليويح، لقد استحوذت على فكره، وسلبت عقله، وصار يفكر فيها ليل نهار، تعلق قلبه بها وأرادها، وكم تخيلها=
تطارحه الغرام كل ليلة، لقد رسم جسدها العاري في مخيلته، واستمنى على صورتها عشرات المرات، ولم يستطع أن يخرجها من قلبه، لقد امتلأ شغفا وحبا لتلك البدوية الحسناء، ولكن ماذا يصنع؟ فهي متزوجة من ذلك الأشهب الأغبر شليويح، وكم كان يحسده كلما رآه، ففكر كثيرا=
كيف يسلب منه امرأته، وقال في نفسه: "إذا الدين فيه نفع فهو هذا اليوم"، فترصد لشليويح المسكين الغافل، حتى وجده يتبول ذات يوم متجها إلى القبلة، فصرخ فايز: "بس يا شليويح، حرمتك طلقت، لا تدخل عليها، تراها حرام عليك"
لم تجد محاولات شليويح نفعا في أن يجد له=
عذرا يستعيد به امرأته، وقعد مع فايز ووالد خزنة وشيخ القرية، محاولا بشتى السبل، وفي كل محاولة يحاولها شليويح يؤلف فايز حديثا عن الرسول ليفشل محاوله فصنع الحديث (البول إلى القبلة طلاق للزوجة) وصنع الحديث (من بال إلى القبلة ثم أتى زوجته فقد زنى) وهكذا مع كل حجة=
يصنع حديثا، ثم قال: "يا شليويح هذا حكم الله ورسوله، تبي تعاند تحمل عقوبة الله ويموت حلالك، ويفضحك بين العرب، ويسود وجهك، ويتبرون منك جماعتك، أو أنك تطيع الله ورسوله، ويعوضك ويزيد رزقك، ويرفع راسك، ويغنيك لما ينسيك، وبدال الحرمة حرمتين وبنات العرب واجد وما تدري وين الخيرة فيه"=
استسلم شليويح تحت وقع الترهيب والترغيب، وفارق زوجته، ولكم تقطع قلبه على فراقها فهو لم يصدق أن خزنة أصبحت زوجته بعد انتظار طويل وعشق صامت.

غادر فايز القرية إلى أن يهدأ الوضع وتبرد القلوب وتشفى الصدور وتلتئم الجروح والأهم تنتهي عدة خزنة =
[10]
بعد بضعة أشهر عندما شعر فايز أن خزنة خرجت من عدتها عاد إلى القرية وشعر أن الأمر عدى على خير عندما استقبلوه بنفس الحفاوة كأن شيئا لم يحدث، إلا نظرات شليويح المنكسرة الذي عوضه أحد أقربائه بتزويجه ابنته، لكن القلب يهذي بخزنة هوى الروح=
انفرد فايز بوالد خزنة وسأله عنها، فأخبره أن أمها تشعر أنها ليست بخير لكنها تظهر القوة وكأنها تجاوزت الأمر، ثم لمح أن والد خزنة خلال حديثه عنها يتساءل من سيتزوجها وهم يعلمون أنها انتزعت من زوجها، ولا يظن أحدا يريد جرح مشاعر شليويح، فقال فايز في نفسه: "اليوم يومك"=
ثم تقدم خاطبا خزنة متشرفا بمصاهرة والدها وأنه يريد أن يرتبط بهذه القرية وأهلها إلى الأبد وكان قد أعد الهدايا الفاخرة، وأغرى والدها بمهر كبير، وأهدى لأمها ذهبا يذهل عقلها، ومثله لخزنة، وأغدق على أسرتها حتى أصغر طفل، وتم لفايز مراده،=
وأقيم حفل عرس حضره الجميع الذين شعروا بارتياح أن خزنة تزوجت ولم يعودوا مطالبين بالاختيار بين شرين، ترك خزنة بلا زواج أو إيذاء شليويح الذي لم يحضر وأدرك بدهاء البدوي أن في الأمر خدعة ما قد حدثت.
انفرد فايز بخزنة، وأفرط في تدليلها والثناء عليها=
وقدم لها هدايا لم تكن تحلم بها، وأعطاها ما يجعل حياتها مترفة، وأراها صورا لمنزل اشتراه لها، وأثاثه الفاخر، وعاملات يخدمنها، وقال: "أنت صرت الأميرة خزنة، لا عاد تطبخين ولا ترعين ولا تنظفين ولا تغسلين، وكل اللي تبينه بس آمري"، ثم عرض عليها صورا الأماكن السياحية=
التي سيذهبان إليها، لقد رأت سهول سويسرا وشواطئ المالديف والتحف المعمارية الأوروبية والأسواق الحديثة والملابس الفاخرة، والحلي الثمينة، لقد غسل فايز مخها حتى محا شليويح وأيامه البائسة من عقلها، لقد شعرت بنشوة السيادة، وشهوة الأمر والنهي، وتعلقت=
بفايز الذي كشف لها عالما كالجنة التي تسمع بها ليل نهار، وقارنت بين تعاسة هذه القرية التي دفنت حياتها فيها وجعلتها مجرد خادمة لدى بدوي جلف وعرش النعيم المنتظر قدومها لتتولى الحكم والسلطة والتمتع بالرخاء والرفاهية.
لقد اشتهت أن تعانق فايز وتقبله=
لولا الحياء لكن فايز كفاها مؤونة هذا الأمر وحملها إلى السرير كالطفلة النائمة مستسلمة لشهوات فايز، الذي طفق يستمتع بنزع ملابسها حتى بدا جسدها، لقد فتنه ثديها المتكوم فوق صدرها متحفزا يريد مداعبة فايز الذي أقبل يقبلها من جبينها نزولا إلى هذا النهد=
الذي يكاد يتفجر من الشهوة، وخزنة لا تكاد تستطيع منع أنات اللذة التي تصدرها مع كل قبلة، فوضعت يديها على رأس فايز وظهره وحضنته على صدرها بقوة فوضع يده على بطنها ثم مسح عليه برفق نزولا حتى وضعها فوق فرجها وضغط عليه ضغطة خفيفة ودس إصبعه=
بالفراغ بين شفريها وصار يهزه هزا خفيفا، حتى ثارت شهوتهما فسحبته خزنة لتضعه فوق جسدها وبدآ ممارسة الجنس، كأنهما يمارسانه بعد انقطاع سنة كاملة، لقد كانا يحاولان كتمان صرخات التلذذ حتى لا يسمعها مسترق للسمع، حتى أنهكا بعد وقت طويل فاستلقيا=

يتبع بعد قليل ...
على السرير وتوسدت خزنة كتف فايز الأيسر تستمع لدقات قلبه فأحاطها بذراعه ممسكا بتلك المؤخرة التي تسببت بكل هذا وصارت خزنة تقبل صدره ثم تعضه عضا خفيفا وإصبعها يداعب حلمة فايز الذي يقبل رأسها ثم يدس أنفه في شعرها ويستنشق بعمق من رائحتها الزكية ليملأ صدره حتى غلبها النوم.=
تخيل فايز ميكافيللي ينظر إليه ويبتسم في رضا، وإلى جواره كانط رافعا أصبعه ويهزه بإشارة (لا)، ونيتشه يشير إليه بازدراء وينظر إلى توما الأكويني، لقد رأى شوبنهاور ينظر إليه بغضب، وماركس ينظر إليه باحتقار، لقد رأى سارتر يتبسم في سرور ابتسامة كبيرة.
بعد قليل استسلم فايز لنوم عميق محتضنا خزنة بين ذراعيه نائمة في سلام

[11]
لقد كان قلب شليويح يشتعل نارا وهو يعلم أن معشوقته خزنة بين ذراعي رجل آخر تسبب بفراقهما ولم يكن بيده أي حيلة، فقد غلبه هذا الشيخ المطوع بالدين، وليس بيده شيء سوى أن يترصد له لعله يجد=
شيئا يفعله ويوظفه ضد الشيخ ليذيقه ولو بعض المرارة التي جرعها إياه وينتقم منه ويأخذ ببعض ثأره.
لاحظ فايز شليويح وهو يتتبعه في القرية فخاف أن ينتقم منه فيقتله أو يضربه فصار لا يسير وحده أبدا وأخفى بين ملابسه سلاحا ليحتاط لنفسه، وانشغل باله=
بما يخطط له شليويح وأوعز لوالد خزنة أن يتحقق من أمر شليويح.
أقام والد خزنة وليمة على أطراف القرية دعا لها شليويح خاصة وبقية أهل القرية

كان فايز يراقب شليويح الذي هو بدوره يراقب فايز فإذا تصادفت عيونهما تظاهرا بغير ذلك، ثم تكلم والد خزنة=
فقال: "يا جماعة! الشيخ فايز صار منا وفينا واللي عليه علينا واللي له لنا، وهو حسبة ولدي"، فقام بعض الحضور وأثنوا على فايز وكالوا له المديح والتشرف بمصاهرته، وعينا والد خزنة على شليويح لم تفارقه لحظة، فعلم شليويح أن والد خزنة يريده أن يتحدث، ولم يستطع=
أن يتجاهل ذلك فقام وقال كلاما حسنا عن فايز وأن اللي يضر فايز يضره واللي يكرم فايز يكرمه.

لقد كذب شليويح مضطرا أمام الجماعة، لكن ذلك لا يمنعه من الترصد لفايز حتى يجد عليه ما يذله به، ثم استمرا بمراقبة بعضهما فلا فايز اطمأن ولا شليويح سيتركه، ثم قام فايز=
يريد أن يتبول فابتعد قليلا عن مجلس الجماعة وعينا شليويح تتحركان مع خطوات فايز فلما أن شرع فايز يقضي حاجته أدرك شليويح أن هذه فرصته الذهبية للانتقام من فايز فقام يسير قافزا مسرعا نحو فايز فلحق به والد خزنة ولحقت بهما بقية الجماعة وفايز يتبول لا يدري بما=
يحدث وراء ظهره فما شعر بشيء حتى أحس بوقع أقدام شليويح خلفه مباشرة هابطا من قفزة عالية كقفزة غزال يفر من وحش مفترس وهو يقول حين هبوطه فوق رأس فايز صارخا ليسمعه الجميع: "بس يا مطوع، طلقت حريمك، هذا أنت شخيت قدام القبلة، لا تدخل على خزنة يا مطوع"
لقد فزع=
فايز من صوت شليويح فوق رأسه حتى كاد قلبه يتوقف، ثم سكن روعه لما عرف ماذا كان في رأس شليويح، ثم أدرك أنه وقع في ورطة صنعها بنفسه لشليويح إلا أنه تدارك الأمر ولبس سرواله وقال في عجلة: "لا لا لا، كنت أفره، كنت أفره" وأشار بيده تمثيلا أنه كان يميل عضوه عن اتجاه القبلة.

انتهت
تنسيق @threadreaderapp
Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh.

Keep Current with (KAVI) كاڤي

Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

Twitter may remove this content at anytime, convert it as a PDF, save and print for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video

1) Follow Thread Reader App on Twitter so you can easily mention us!

2) Go to a Twitter thread (series of Tweets by the same owner) and mention us with a keyword "unroll" @threadreaderapp unroll

You can practice here first or read more on our help page!

Follow Us on Twitter!

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3.00/month or $30.00/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!