Thread by @bradleyhope

قبل أكثر من ثلاث سنوات، بدأنا، أنا  و @ScheckWSJ، بنشر مقالات عن التغيُرات الاقتصادية الـجريئة  في عهد الملك سلمان وابنه مـحمد بن سلمان. كتابنا ،الدم والنفط، يتحدث عن صعود مـحمد بن  سلمان إلـى السلطة وعاصفة نشاطاته خلال الأعوام الخمسة الأولـى من هذا الصعود.

إنَّ صعود مـحمد بن سلمان هو أمر مهم لأنّ كل الدلائل  تشير إلى أنه سيصبح ملكاً للسعودية في سن مبكر، والذي سيحضّره  لتولي زمام الحكم لعقود قادمة. وهو أبضاً يدفع بلده نحو تغيير سريع وجذري في المجالات الاجتماعية والدِّين والاقتصاد.

هو ليس كأي أحد آخر في التاريخ السعودي; هو شاب يافع، مهووس بالتكنولوجيا وحاكم يركز اهتمامه على الأعمال بهوسٍ في جدول عمله وبِعناية بالتفاصيل. كما انه أظهر نفسه أنه حسّاس للإنتقاد والإهانة، وصارم تُجاه الـمنشقين وقاسٍ مع أفراد عائلته.

الذي حفَّزه على هذا كله، هي التحولات العميقة التي بدأها السكان السعوديون والتي تهدد حُكم عائلته. منذ زمن مضى، اكتسب آل سعود شرعيتهم كحُكّام من خلال تحالفهم مع المؤسسة الدينية المتشدد. لكن محمد بن سلمان رأى أن هذا لن يكون قابلاً للعمل في المستقبل.

الآن معظم السعوديون هم دون سن الثلاثين. وهم على تواصل عبر التويتر والإنستغرام والفايس بوك، وباستطاعتهم أن يروا ما الذي يفعله الناس الآخرون في أماكن أُخرى، وماذا يفتقدون في يلد ليس فيه ريادة أعمال خاصة حقيقية أو حفلات موسيقية أو دور سينما أو إمكانية اللقاء بين الجنسَين.

شاهد محمد بن سلمان "الربيع العربي"، ورأى كيف أن نظرائه هم محبطون بحكّامهم المتحَجِّرين. لقد رأى وصفة الأستياء هذه، في وقت كان آخر ما يريده آل سعود هو أن يبدأ الناس بالدفع نحو تغيير سياسي. لذا، أعطى محمد بن سلمان الناس حريات جديدة من ناحية، وقمَع بشدة منتقديه من ناحية أخرى.

فقد انشغل بن سلمان بالمجتمع العالمي لِلأعمال بقوة ملحوظة بحيث أنه استطاع  وبمفرده، أن يجعل من تمويلVision Fund  بمائة مليار دولار  لـ  Softbank   كان منها أربعون ملياراً من السعودية، ممكناً.

باختصار، أصبح محمد بن سلمان أكبر مستثمر لرأسمال مغامر، والذي قاد إرتفاع سعر أسهم  شركات التكنولوجيا والتي شهدت، ولأسباب غير مفهومة، حصول شركات  مثل    WeWork وتطبيق العناية بالكلاب، على تقييمات مرتفعة.

كتابنا هذا يحكي عن بعض المعارك السرية، التي كانت  قيد التنفيذ -أثناء صُعود بن سلمان ووالده إلى سُدّة الحكم- بما في ذلك المعارك  التي جرت خلف الكواليس مع أفراد البلاط من أبناء الراحل الملك عبد الله.

في البداية، أسبغ المراقبون الغربيون المديح عليه، بأنه المُصلح الذي طال انتظاره. لكن مع مضي الوقت، تحولت هذه المشاعر، وبدأ هؤلاء  أنفسهم انتقاده كقائد قوي صارم على نمط صدام حسين.

هذه الانطباعات هي تبسيط للواقع. الذي يُظهره كتابنا أن التنظيم الذي اتّبعه محمد بن سلمان كان ضرورياً للمحافظة على حكم آل سعود، أكان ذلك عبر الترحيب بالترفيه الغربي أم بقمع أفرادٍ من عائلته أم الدخول في حرب أم خطف منتقديه.

كان إبعاد ابن عمّه، محمد بن نايف، نذيرٌ لِلآتي  كعمليات الاختطاف الصامتة للأمراء مثل سلطان بن تركي الثاني، (vanityfair.com/news/2020/08/h…  واعتقال ناشطة حقوق المرأة، لُجين الهذلول، التي انتقدت الحكومة.

لقد كان اغتيال جمال خاشوقجي #Khashoggi على يد عملاء سعوديين لحظة مِفصليّة عندما اشتعلت سنوات من صفحات صحافة المديح من قبل قادة العالم لهيباً. كان جمال شخصية معقدة حتى أنّه سعى، بعد أن نفى نفسه إلى واشنطن،  للحصول على أموال لإنشاء مؤسسة فكرية مناصِرة  للنظام للسعودية.

إلا أن جمال خاشوقجي بدأ بالتحوّل إلى منشق مكتمل، وعَمِل على مواجهة سعود القحطاني، سَيِّد الفنون المظلمة، على وسائط التواصل الإجتماعي، وحتى أنه وافق على مساعدة ضحايا 9/11 في الدعوى القضائية ضد الدولة السعودية. إلا أن فريق القحطاني قتله في النهاية.

اعتقد الكثيرون أن محمد بن سلمان لن ينجو، إلا أنه لم يترنح عن قوله بأنه لم يأمر بالقتل ولكنه هو المسؤول عن ما حدث تحت سلطته وبقي متجنباً السفر الى الغرب مثل واشنطن ولندن.

والذي لم يدركه الكثيرون أنّ بن سليمان مرتبط بالمالية العالمية بصفته أكبر مستثمر في التكنولوجيا والبُنى التحتية في العالم، كما انّه مرتبط بأجندة إدارة ترامب إلى حد لا يمكن إزاحته، في وقت  لا نجِد هناك أي منافس له ينتظر في الأجنحة.

حتى مع نصرٍ للديمقراطيين في انتخابات الرئاسة، سيبقى محمد بن سلمان الشخص الوحيد الأكثر أهمية في التطور الأمني والاقتصادي في الشرق الأوسط. "الدم والنفط" يروي الخلفية الدرامية لصعوده وعن الكثير من جوانب شخصيته، ليقدِّم لكم  معلومات حاسمة  في قادم السنوات.

استخدم هذا الرابط لِقراءة المزيد ولِشراء الكتاب:
hachettebooks.com/titles/bradley…

شكراً لوالد زوجتي وصديقي عزيز على ترجمة هذه التغريدات. 🙂