إذا أردت أن تسمع كلاما مفيدا في شأن القدس والأقصى فسأخبرك بهذه الخلاصة:
كل الطرق المتاحة لتحرير الأقصى غير قانونية ولا شرعية بمفهوم القوانين المحلية والقانون الدولي والنظام العالمي!
وكل الطرق المتاحة قانونيا ودوليا هي طرق بلهاء سفيهة تافهة لن توصلك إلى التحرير ولو بعد ألف سنة!
فإذا كنتَ صادقا في الرغبة لتحريره، فاعلم أنك ستكون خارج القانون، ضد النظام، ربما تتحول إلى سجين أو مطارد أو مطلوب للسلطات في بلدك أو للانتربول الدولي!
واعلم أن مفاتيح تحرير الأقصى في القاهرة ودمشق وعمان ورام الله والرياض وأبو ظبي، والمعركة في هذه العواصم أشد شراسة وعنفا وجحيما
لسبب بسيط: أن العملاء الذين يحكمون هذه العواصم يُضَيِّعون وضوح الصورة، ويستعملون أموال الأمة ومواردها وأبناءها وعلماءها في تشويه الحقيقة وتغييب الجمهور، وفي حرب كل من يعمل على تحرير الأقصى باعتبارهم خطرا على الأوطان واستقرارها.
أعلم أنها كلماتٌ ثقيلة لا تريح ولا تخدر ولا تستغيث.. بل هي تلقي الأعباء والمسؤوليات.. ولكن أنت وما تختار لنفسك!!
انظر من أين يأتي التهديد للصهاينة؟.. أو بماذا تنادي الحناجر في القدس؟.. إنهم ينادون غزة.. البقعة الوحيدة المحررة في هذا المحيط العربي الكثيف!!
البقعة الوحيدة المحررة التي يساهم في حصارها وكسرها كلُّ هذا المحيط العربي ليعيدها إلى الحظيرة العربية المتصهينة مرة أخرى!
بالمناسبة: تحرير الأقصى ليس لغزا؟ ولا هو أمر معقد وغامض.. إنما هو أمر ثقيل كثير التكاليف شديد الخطر!
ولن أقول لك: اقرأ تاريخ صلاح الدين.. لا.. بل أقول لك:
اقرأ تاريخ الصهاينة أنفسهم، انظر كيف عزموا على شيء فخاضوا لأجله غمار التكاليف الهائلة!
الأمر ليس معقدا ولا غامضا، فلسنا أول من يحرر بلدا محتلا! ولسنا أول من يواجه الخيانة!
لكنه سيكون معقدا وغامضا ومحيرا وغريبا طالما أحببنا أن نحرر بلدنا بالوسائل القانونية المشروعة، التي سمح لنا
بها عدونا المحتل وأتباعه الخائنون.. ساعتها يكون الأمر كالمستحيل!!
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
يبدو أن ردة الفعل كانت عاتية على السويدان، حتى اضطر للانحناء أمام العاصفة، وكتب منشورا استعمل فيه مهاراته في التلوّن، وتلك عادته!! بل لقد أخرج من جعبته كتابا كتبه في السبعينات، يوم كان يكاد يكون سلفيّا قُحا، حتى إن زملاءه في الدراسة بأمريكا يروون عنه عجائب لا يصدقها من يعرفه الآن
بعيدا الآن عن السويدان نفسه..
وبعيدا كذلك عن أن مشكلة السويدان لم تكن منشوريْه اللذيْن كتبهما في الأيام الماضية، إذ سيرته في السنوات العشرين السابقة على الأقل طافحة بالمشكلات والتصورات..
بعيدا عن هذا كله، سأحاول أن أخبرك بأمرٍ ينفعك في تقييم حال المنتسبين إلى العلم والدعوة..
إن بعض الناس تخرج من درسه أو كتابه وقد امتلأت نفسك بهمّ الإسلام، وازددت به إيمانا، وزاد في قلبك بغض الكفر والظلم والجاهلية، وربما بعث فيك الحماسة للعمل في سبيل الدين.
ولكن بعض الناس تخرج من درسه أو كتابه، وقد امتلأت نفسك ببغض التشدد والمتشددين، وشعرت بهمّ إيجاد تفسير جديد
لماذا لن يحتفي السيسي بفتح مصر أو بالمخطوطات الإسلامية أو بآثار المماليك؟.. لماذا الاحتفال حصرا بالآثار الفرعونية؟!
هذا مقتطف من مقال قديم:
"في نظريته الشهيرة "الجماعات المتخيلة" يتحدث عالم الاجتماع الشهير بندكت أندرسون عن أن هذه الهويات التي تشكلت في العالم الحديث ليست سوى هويات
"مُتَخَيَّلة"، ذلك أنها غير مستمدة من أي حقيقة طبيعية كالدين واللغة والعرق، وإنما هي مصنوعة بأدوات السلطة، والمختصر الموجز لنظريته يفيد بأن السلطة التي امتلكت وسائل مثل الإعلام والجهاز الإداري تمكنت بهذا من أن تصنع هوية للذين تحكمهم، فهي قد صنعت الحدود التي تفصل بين الناس فيكون
من بداخل هذه الحدود مواطنا ورعية لها، تقدم له خطابا إعلاميا يُرَسِّخ هذه الهوية عبر وسيلة الإعلام (منذ الطباعة وحتى التليفزيون) وعبر الإحصاء وعبر المتحف.
ما يهمنا في سياقنا الآن: الإعلام والمتحف، وسنبدأ بالمتحف لأنه الوسيلة التي تعاملت حصرا مع التاريخ، ومن هنا فلقد كان المتحف هو
صورة ميدان التحرير بالأمس، وقد أخذ زخرفه وزينته استعدادا لموكب نقل المومياوات؟!
أم ميدان التحرير نفسه وهو ممتلئ بشباب الثورة، وقد علاهم الغبار وغرقوا في عرقهم وتلطخوا بجراحاتهم؟!
الصورة الأولى تُخْبِر عن سلطة قاهرة مُتَمَكِّنة ذات مال وسطوة ونفوذ وزينة وزخارف،
ولا تخبر عما خلفها من شعب مقهور مطحون مسحوق يعاني من الفقر والجوع والمرض والظلم.
والصورة الثانية تدلّ على شعب يثور، يكافح ليظفر بالتحرر، يشعر في هذا الميدان بالأمن وبالأمل، مع أنه ميدانٌ مُعَفَّر مُغَبَّر تنتشر فيه روائح حريق بعض المركبات وتتناثر على جانبيه الحجارة المُكَسَّرة!!
لا أشك أن هاتين الصورتيْن مثالٌ جديدة سأستخدمه في بيان المعنى الذي طالما احتجت إلى كتابته وشرحه..
المعنى الذي يقول إن العصر الذهبي لأمتنا الإسلامية هو عصر الخلافة الراشدة.. لا هو عصر الأمويين ولا العباسيين ولا العثمانيين!
من أولئك النادرين الذين لم أستطع الكتابة في لحظة وفاتهم، المهندس أيمن عبد الغنى رحمه الله!
تقتصر علاقتي به على أربعة مواقف أو خمسة لا غير، إلا أنها جميعا مواقف مؤثرة.. وتأمَّل في حال رجل تعامله خمس مرات فحسب، فيترك في نفسك خمسة قصص لا تنساها!!
كان واسع الصدر، سمحا هينا لينا، باسما رفيقا ألوفا، قد آتاه الله بسطة في الجسم ومع ذلك فهو من آيات الرقة، كما آتاه بسطة في المال ومع ذلك هو من آيات التواضع!!
بوفاته فقدت جماعة الإخوان أحد ألمع وجوهها، وأوسع أبوابها، وأيسر مداخلها.. ومثله ممن يُقال فيه:
وما كان قيسٌ هُلْكه هُلْكَ واحد .. ولكنه بنيان قوم تهدَّما
إن بعضا من إخوانه كان لا يلقي عليّ السلام إذا التقيْنا، بل لا يردّ السلام إذا ألقيتُه عليه.. أما هو، فكان يبادر بالسلام البشوش وإن لم أكن منتبها..
مشكلة "حزب العدالة والتنمية" المغربي، هي فرع عن مشكلة الحركات الإسلامية التي تصوَّرت أنه يمكنها أن تنفذ مشروعها من خلال وسيلة الديمقراطية المتدرجة الإصلاحية!
إن وسيلة التغيير الحقيقي الفعلي في سياسات نظام الحكم لا تجري عبر الديمقراطية. فالديمقراطية هي وسيلة تبادل الأدوار
بين المختلفين جزئيا ضمن الاتفاق العام في المسائل والتوجهات الكبرى، كالهوية وما يتفرع عنها من السياسات العامة.
لا نستطيع أن نتذكر تجربة ديمقراطية نقلت بلدا ما من شيوعية إلى رأسمالية، أو العكس.. في الواقع مسائل الهوية تُحسم بعد الحروب والنزاعات والثورات.
وبينما قامت الحركات الإسلامية أساسا لتغيير الواقع الذي فرضه الاستعمار ثم وكلاؤه من بعده، فإن هزيمة الحركة الإسلامية وما نزل بها من المجازر، جعل طائفة منها تفكر في تجنب الصدام، وتتخذ ذلك مبدأ لا حيدة عنه!