Thread by @NorsForStudies

#الغاز_الأوربي

سبب ارتفاع أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي له عدة أسباب، فمثلا في شهري 8 و 9 من هذا العام، كان هناك طلب كبير على الغاز بسبب الصيف الحار في اوروبا لتوليد الكهرباء، إلى جانب انخفاض إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي أصبح الاتحاد يعتمد عليها كمصادر بديلة للطاقة

بسبب التغير المناخي، اضطر موردو الكهرباء إلى تشغيل محطات توليد الكهرباء بشكل منتظم ، مما أدى لانخفاض احتياطيات الغاز إلى أدنى مستوى تاريخي لها خلال عقد من الزمان ، قبل بداية فصل الشتاء في أوروبا.

بالتوازي مع انخفاض الاحتياطيات، خفضت غازبروم الروسية صادرات الغاز إلى أوروبا في

نهاية الشهر 9، لتمرير مشروع نورد ستريم 2، مما أدى لمخاوف بين المستهلكين الأوروبيين من أنه لن يكون لديهم ما يكفي من الغاز لفصل الشتاء المقبل.

بنى الاتحاد الأوروبي سوق الطاقة بالاعتماد على الطاقة البديلة أكثر وبالالتزام بانتقاقية المناخ، وبحيث يمكنه الاستجابة لنقص مفاجئ في الغاز ،

لكن ليس لارتفاع حاد في الأسعار، فقد زاد من تنويع مصادر الغاز، ومن قدرته على استيراد الغاز الطبيعي المسال، وشجع التنافس على سوق الغاز الرخيص من جعل عقود الغاز قصيرة الأجل بدلاً من عقود طويلة الأجل. هكذا حقق الاتحاد الأوروبي مرونة كبيرة في السعر والعرض وهذا ماقامت به تركيا أيضا.

المشكلة أن المرونة لا تساعد عندما يقفز سعر الغاز بسرعة ويوجد نقص في الكهرباء. بمجرد حدوث ذلك ، لا يتمتع المستهلكون بالحماية بموجب عقود طويلة الأجل

أدى انخفاض كمية الغاز إلى توجه الأوروبيين إلى سوق الغاز الطبيعي المسال، لكن هذه السوق مخصصة لآسيا، كما أن الآسيويين يدفعون أسعارا

أعلى للنفط والغاز مما يدفعه الاوروبيون المدللون من الدول النفطية. لذلك تم تعميم الأزمة.

أحد الأسباب أيضا أنه في عام 2020، لم يكن هناك استهلاك قوي للغاز في آسيا بسبب كورونا، فاشترت اوروبا الغاز من الموردين بأسعار تكاد تكون صفرية. والآن بعد أن قفز السعر ، تحاول أوروبا اقناع

الموردين بتحويل الغاز من آسيا لها، وهذا يتسبب بأزمة غازية وكهربائية في آسيا وأوروبا، مما جعل بعض محطات الطاقة تتحول إلى الفيول والفحم ، هذا أدى أيضا إلى ارتفاع أسعار النفط والفحم.

بدأت محطات الطاقة في أوروبا باستخدام الفيول والفحم، ويسعى الآن الاتحاد الأوروبي لإعادة إيران

للاتفاق النووي للحصول على الغاز الايراني، حتى لو كان مسالا، لكن هذا لا يسعد روسيا المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار الغاز والنفط والفحم، كما ستسعى آسيا على زيادة الطلب الغازي من قطر وايران وتوقيع عقود طويلة الأمد معهما. الطلب على الفحم أصبح كبيرا لدرجة أنه حتى أسعار سفن الشحن قد

ارتفعت، أدى هذا لنقص الفحم والكهرباء في الصين، كما خفضت السعودية اسعار النفط لأوروبا لمساعدتها على تجاوز الأزمة

من المفترض أن تحاول أوروبا الآن البحث عن مصادر غازية جديدة وثابتة، وأن يتم تسريع تفعيل خط الغاز التركي، وأن تشجع أوروبا على ربط غاز بحر قزوين بتركيا وأوروبا، بالنسبة

لروسيا، فستحاول أن تحافظ على حصة الأسد في سوق الطاقة الأوروبية لأسباب اقتصادية وسياسية، لذلك ستعرقل أي مشروع جديد غازي لأوروبا.