Thread by @Prof_Subaie

هل آذاك أحد؟ أو ظلمك؟
هل تشعر بالغبن والمرارة والحقد؟ هل تدعو عليه؟
سأتحدث هنا عن تأثير #المشاعر_السلبية التي نحتفظ بها تجاه الآخرين وكيف نتخلص منها، تحت وسم بعنوان #المسامحة

من منا لم يعرض لكلمة جارحة أو فعل مؤلم، بقصد أو بدون قصد، من غريب أو من قريب.. أو حتى من أحد الوالدين..؟

من الطبيعي أن تترك هذه الكلمات والأفعال في النفس جروحاً غائرة، ملؤها الشعور بالألم والقهر والرغبة في الإنتقام. هذه #المشاعر_السلبية قد تبقى معك طيلة حياتك.

ولكن كيف هو حال المخطئ أو الظالم؟ لا ندري، ولكنه على الأرجح لا يعاني ما تعانيه من ألم وقهر ومرارة.

من الذي استمر يدفع الثمن؟ الجواب: أنت.. ولمصلحة من؟ لا أحد..
هل يمكن أن تغير المعادلة وتكسب الجولتين: في الدنيا وفي الآخرة؟ نعم

أثبتت الدراسات العلمية أن #المشاعر_السلبية المزمنة تقلل من قدرتنا على مقاومة ضغوط الحياة ومشاكلها، مما يسبب ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين والسكري والأمراض المناعية والعديد من الأمراض النفسية.

#المسامحة تأتي أولاً على مستوى قرار عقلي (وهو الأدنى)، ثم تأتي بعده #المسامحة القلبية (وهي الأعلى والأسمى)

أثبتت الدراسات العلمية أن #المسامحة القلبية تؤدي إلى تحسن الحالة النفسية والثقة بالنفس، وتعزيز القدرة على مقاومة ضغوط الحياة، وتقوي المناعة وتخفض ضغط الدم، تحسن أداء القلب..

ربما أنك الآن تقول:
هل تريدني أن أدع حقي يضيع؟
أليست مشاعري من حقي؟
ألم يشرع لي الله في كتابه أن أدعو على من ظلمني ووعدني بالإستجابة؟

الجواب: بلى مشاعرك من حقك
والدعاء على من ظلمك من حقك
والله قد وعدك بالإقتصاص ممن ظلمك يوم القيامة.
ولكن الله أيضاً أرشدك للعفو والصفح ووعدك أيضاً: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

هل نحن في غنى عن رحمة الله؟

والله يهيب بك أن تكظم غيظك وتعفو: (وسارِعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).
ألا تريد الجنة؟

لا شك أن الناس يختلفون في قدرتهم على العفو و #المسامحة ، لذلك ترك لمن لا يقدر أو لا يريد، حق المطالبة والدعاء على من ظلمه، لكنه وعد من يقدر بمغفرته وجنة عرضها السموات والأرض.

هيا إلى الجنة ولنتعلم كيف نسامح ونغفر، في الخطوات التالية:

1️⃣ اهتم بنفسك، وتجنب الحديث عمن آذاك وظلمك. مهما كان في الحديث من التنفيس والتعاطف من الآخرين،فهو يجعلك في موقف الضعيف، ويزيد اجترار المرارة ويعمق الألم ، وأنت لا تريد ذلك.

2️⃣ لا تسترسل في مشاعرك السبية وتمعن في قراءة النوايا.. خاصة قبل النوم لكي لا تكون عادة أن تنام كل ليلة على الشعور الغبن والحقد.

3️⃣ اقرأ عن #المسامحة والعفو حتى تستقر هذه المعاني في نفسك كقناعات أو قيم، لا مجرد كلمات أو مصطلحات

4️⃣ #المسامحة تأتي أولا بقرار شخصي قد لا يصاحبه شعور بـ #المسامحة القلبية. يكفي في البداية أن تتخذ القرار، وتنتقل من العيش في الماضي إلى الحاضر الواقع

5️⃣ قرر أن تتعامل مع الله فقط.. تحب فيه.. وتبغض فيه.. تفعل من أجله.. وتترك من أجله.. وتتبيع معه.. وتشتري معه

6️⃣ أنت تريد الراحة في الدنيا والجنة في الآخرة، ولن ينفعك إن تعرض الظالم للعقاب.
لذلك.. ركز دائماً على ما ستجنيه أنت من العلو و #المسامحة في دنياك وأخراك..

7️⃣ تجنب أن يكون همك الإنتقام، ولا تظن أن حقك يضيع إن عفوت، بل اعلم أن الله قد اشترى مظلمتك منك، ولن يخسر من باع واشترى مع الله "ألا تحبون أن يغفر الله لكم"

8️⃣ عند هذه النقطة تكون إن شاء الله قد وصلت إلى مرحلة #المسامحة العقلية التي تحصل بها على وعده لك.
لكنك لن تحصل على الراحة النفسية والجسمية حتى تطمئن نفسك وتصل إلى #المسامحة القلبية، وتنتقل من مقام الكاظمين الغيظ إلى مقام المحسنين العافين عن الناس

9️⃣ارحم نفسك وتذكر أن الإنسان ربما ظلم نفسه.. وأنك ربما تكون قد فعلت معصية يوماً ما. نفسك أولى بالمسامحة، فلا تعيشها في هم وغم، متجاهلاً وعد الله لك (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فأولَئِك يبدِّل اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وكان اللَّه غفورًا رحِيمًا)

🔟 عليك بالتوبة النصوح ومن شروطها: الندم على ما فات، والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة إليه.

وفي الختام: الـ #يوم الجمعة، صلوا فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلكم بكل صلاة عشراً. ولا تنسوا أن آخر اليوم ساعة استجابة ولنا حاجات نأملها وزلات نطلب الله غفرانها، فلا تنسوا أنفسكم وأحبابكم حيهم وميتهم من دعوة صادقة.
تقبل الله من الجميع