تربية القطيع
تتعمد الأيديولوجيات الشمولية -كالدين- على أسلوب تربية القطيع لإنتاج مؤمنين بها غير قادرين إدراك أنهم مغسولي المخ، وأنهم يؤمنون بأفكار أشخاص آخرين معتقدين أنها أفكارهم هم ولم تُزرع بعقولهم ولأسلوب تربية القطيع سمات محددة تتضح في أي أيديولوجيا شمولية =
يوضع العضو داخل بيئة اجتماعية محددة للسيطرة على مصادر تلقي المعلومات، وتحديد نوعية الأشخاص المخالطين وعزله عن العالم الآخر المختلف، لأنه عدو خارجي متربص وتأسيس مبدأ (هم ونحن)
مثل: أهل الحق - الفرقة الناجية - خير أمة - الشعب المختار - العرق المتفوق إلخ =
تأسيس مبدأ السلطة الإلهية أو التفوق الفكري أو العرقي أو التاريخي للجماعة وقادتها وإعادة تفسير التاريخ والأحداث بما يتفق مع أهداف الجماعة وتفسير المصادفات التاريخية السابقة على أنها نبوءات مبشرة بظهور قائد المجموعة ومنحه صفات استثنائية ومنح الخيرية لأتباعه =
يوضع العالم في ثنائية، خير وشر، حق وباطل، نور وظلام، علم وجهل إلخ
وتوضع مبادئ الجماعة في الجانب المرغوب ويوضع العضو في الجانب المكروه ويطالب بالسعي إلى التخلص من وصمة الخطأ وحثه باستمرار عبر الشعور بالذنب إلى التطهر من الشوائب بالاستغفار أو الاعتراف مثلا =
يوهم عضو المجموعة بأن لديه طبيعة تنزع إلى الشر أو الخطيئة أو الهوى أو الشيطان وعليه مقاومة هذه النزعة، والشعور بالامتنان للمجموعة وخاصة قائدها لإنقاذه من وحل الخطيئة والأوهام
واستغلال خطاياه لمصلحة المجموعة كتفسير للبؤس بعقوبة أو نتيجة للتخلي عن مبادئ المجموعة =
عقيدة الجماعة هي الحقيقة المطلقة بلا ريب ولا جدال
لا توجد حقيقة خارج الجماعة والقائد المتحدث باسم الله أو العرق أيضا فوق النقد
يعد العضو الإساءة لهما إساءة له شخصيا ولديه الاستعداد للتضحية بنفسه من أجلهما
والتواني عن ذلك يعرضه لعقوبة غيبية أو استبعاد =
تعيد الجماعة تفسير الكلمات بطرق جديدة مختلفة وغير مفهومة أحيانا تعمل على تغيير عمليات التفكير لدى الأعضاء لتتوافق مع طريقة تفكير الجماعة
فالشك شيطان والرغبة شهوة ورذيلة وهوى والسؤال تكلف في طلب المعرفة والتصديق الأعمى يقين وإيمان وعلم وطلب الدليل جحود وإنكار =
يعاد تفسير خبرات الفرد بما يتفق مع عقيدة الجماعة ورفض أي تفسير مضاد
كتفسير الحالات الشعورية والنفسية من حزن وضيق واكتئاب بالابتعاد عن الدين
وكتفسير الشك وطلب الدليل بخلل في التفكير ووسوسة الشيطان
الخطأ دائما في الفرد وليس في عقيدة الجماعة =
تعتقد الجماعة أن لها الحق في تقرير ما يبقى وما يفنى
فليس للآخر إلا الانضمام أو نبذه تماما وقد يصل الأمر إلى حكم الإعدام
وليس لأي فكرة مخالفة لمعتقدات الجماعة أي حقيقة بل كلها باطل
ولا قيمة لأي تاريخ ولا كتاب ولا شخص مخالف سبق وجود الجماعة =
وجاهزين للهجوم على أي خصم دون احترام للقيم والمبادئ مملوئين بالاحتقار والازدراء لكل ما يخالفهم ومستعدين لارتكاب الجرائم والفظائع
إنهم مرضى فكريا ويحتاجون للعلاج
انتهى