وصف حالة نظام بائد

(1/11)
تخبرنا الوقائع الماثلة اليوم ان:
- النظام المصرفي في لبنان مفلس برمته،
- ونظام الائتمان الذي يصعب تخيّل نظام رأسمالي يعمل من دونه معطّل بالكامل،
- ونظام حرّية تحويل رأس المال الذي تأسس عليه النظام الليبرالي اللبناني تاريخيا معلّق الى اجل غير مسمى،
(2/11)
- نظام سعر الصرف الثابت منهار ولم يتبق منه غير الركام واسعار الدولار الكثيرة.
- ونظام حرية التجارة مقيّد بالسياسات النقدية والمالية الانكماشية.
- نظام الاقتصاد الحر والملكية الخاصة مهشّم بفعل مصادرة الودائع من قبل المصرفيين والاستيلاء عليها ورفضهم تحمّل اي خسارة،
(3/11)
- ونظام الدفع متوقف ويكاد يقتصر على الكاش واشكال الدفع البدائية،
- ونظام السرية المصرفية لم يعد مرادفا الا للجريمة وهو ينازع تحت الضغوط الخارجية.
(4/11)
كذلك تخبرنا الوقائع ان:
- ميزان المدفوعات الخارجية في حالة عجز بنيوي مستمر منذ 10 سنوات متتالية لاول مرّة في تاريخه،
- وهروب الرساميل متواصل ويشفط تحويلات المهاجرين ويعيدها الى الخارج،
- والسيولة بالعملة الصعبة المتبقية في الاقتصاد والمتاحة للاستعمال تنضب بوتيرة سريعة..
(5/11)
لا احد، الا قلّة من اصحاب السلطة والمال، يعرف الآن كم بقي من السيولة لاستيراد الحاجات الملحة والضرورية للاستهلاك والانتاج والبقاء على قيد الحياة، وهذه مسألة بالغة الاهمية في ظل نقص الدولار والتضخم المنفلت والانكماش الاقتصادي الحاد الطويل الامد والحاجات التمويلية الضخمة،
(6/11)
هذه الحالات المتمادية لا تهدد فقط بانهيار اكبر ومطرد في مستوى المعيشة والرفاهية، بل تهدد بانهيار الانتاج، او ما هو موجود منه، وتدفع الى تقييد قسري للاستيراد والاستهلاك في ظل بنية تجارية احتكارية تمتلك نفوذا هائلا في الدولة.
(7/11)
تفيد الوقائع ايضا وايضا ان:
- مجمل الناتج المحلي خسر حتى الآن اكثر من نصف قيمته بالدولار بالمقارنة مع ما كان عليه في 2018، وهذا يعكس انخفاضا حادا وخطيرا في الدخل، وتدهورا كبيرا في الاستهلاك والانتاج، وتعثرا في القطاع الخاص، وارتفاعا هائلا في البطالة والهجرة والحرمان.
(8/11)
- ووفق ادارة الاحصاء المركزي، كان الدخل الشهري لنحو 72.2% من الاسر في 2018 يقل عن مليونين و400 الف ليرة، اي ما يعادل 1592 دولار. ولكن منذ ايلول/ سبتمر 2019، ارتفع سعر صرف الدولار وبات ثلاثة ارباع الاسر في لبنان يقل دخلها عن 282 دولار.
(9/11)
- وارتفعت الاسعار بمتوسط سنوي لا يقل عن 120% في اب/ اغسطس 2020، اي ان الاجور بالليرة فقدت حتى الآن اكثر من 60% من قيمتها الشرائية بالدولار، وستخسر اكثر بعد تحرير سعر الصرف المحدد لاستيراد الوقود والادوية والقمح ونحو 300 سلعة للاستهلاك الغذائي والاسري.
(10/11)
- وخلصت دراسة للامم المتحدة الى ان نصيب الفرد من الاستهلاك انخفض بمقدار الثلث، وان عدد الفقراء على اساس خط الفقر الاعلى ارتفع الى 55% من السكان قبل احتساب اثر جائحة كوفيد- 19، كما ارتفع العدد على اساس خط الفقر الادنى (الفقر المدقع) الى 23.4%،
(11/11)
يسجل لبنان احد أعلى مستويات التفاوت في توزيع الثروة. ففي 2019، بلغت حصّة أغنى 10% من السكان نحو 70% من مجموع الثروات الشخصية التي بلغت نحو 232.2 مليار دولار، الا ان الثروات الشخصية تتعرض بدورها لخسائر كبيرة في الاوضاع القائمة، وتفيد التقديرات انها ستخسر نحو 40% من قيمتها.

• • •

Missing some Tweet in this thread? You can try to force a refresh
 

Keep Current with mohammad zbeeb

mohammad zbeeb Profile picture

Stay in touch and get notified when new unrolls are available from this author!

Read all threads

This Thread may be Removed Anytime!

PDF

Twitter may remove this content at anytime! Save it as PDF for later use!

Try unrolling a thread yourself!

how to unroll video
  1. Follow @ThreadReaderApp to mention us!

  2. From a Twitter thread mention us with a keyword "unroll"
@threadreaderapp unroll

Practice here first or read more on our help page!

More from @mzbeeb

22 Oct
1/4
وزّعت جمعية المصارف هذا التعميم (الصور المرفقة) على المدراء العامين في المصارف، وهو يتضمن جواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على مراسلات الجمعية في شأن "توضيح" التعميم 154،
2/4
يقول جواب سلامة بوضوح: "ان موجب الحث مرتبط بان يكوّن كل مصرف حسابا خارجيا لا يقل عن 3% من مجموع الودائع لديه بالعملات الاجنبية". و"ان عدم قيام المعنيين بتحويل ما يحثهم عليه لا يشكّل جرما جزائيا يعاقب عليه المصارف او المعنيين عملا باحكام القانون 44 (مكافحة تبييض الاموال".
3/4
للتذكير: يقضي التعميم 154 بـ"حث" كل من قام (اعتبارا من 1/72017) بتحويل اكثر من 500 الف دولار الى الخارج على إعادة 15% من تحويلاته، وترتفع النسبة الى 30% اذا كانت التحويلات لرؤوساء واعضاء مجالس الادارة وكبار المساهمين والمديرين في المصارف والأشخاص المعرّضين سياسياً (PEPs).
Read 4 tweets
13 Oct
(1/7)
"سري للغاية"!
تثبت هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان في كل مرّة انها ليست سوى اداة من الادوات المستعملة للتعمية على واحدة من اكبر عمليات الاحتيال المصرفي والسطو على الودائع ومصادرتها وتهريبها للخارج لحساب اقلية نافذة من كبار المصرفيين والمودعين والسياسيين.
(2/7)
فيما يلي نسخة عن قرار "سري" صادر عن هذه الهيئة بتاريخ 17 ايلول/ سبتمبر 2020، يرمي الى ابلاغ النيابة العامة التمييزية بنتائج "دراسة" الحسابات المفتوحة لدى المصارف للاشخاص المعرضين سياسيا (PEPs).
(3/7)
ووفق هذا القرار "افادت جميع المصارف ان ليس لديها اي شبهات في شأن تحويلات هؤلاء الى الخارج". وهذا يعني ان هيئة التحقيق الخاصة، الجهة الوحيدة المخوّلة برفع السرية المصرفية، لا تريد ان تعمل الا بوصفها ساعي بريد ينقل اجوبة المصارف من دون اجراء اي تحقيق او تدقيق.
Read 7 tweets
4 Oct
(1/6)
#رح_يخلصو_المصريات #شو_فينا_نقول؟
نشر الاقتصادي توفيق كسبار ورقة تحت عنوان "الانهيار المالي في لبنان: دراسة تشريحية". تتضمن هذه الورقة استنتاجات مهمّة، الا ان الاهم فيها انها تقدّم ادلّة على ان "الحكومة هي من كانت تُقرض مصرف لبنان اموالا بالعملات الاجنبية وليس العكس"،
(2/6)
الجدول المرفق (الذي ورد في ورقة كسبار) يبيّن ان مصرف لبنان حصل بين عامي 2009 و2019 على 17.5 مليار دولار من الحكومة عبر عمليات مبادلة سندات خزينة بالليرة يمتلكها بسندات يوروبوندز بالدولار تصدرها الحكومة. وكانت هذه المبادلات مصدرا مهما للاموال بالدولار بالنسبة لمصرف لبنان،
(3/6)
في المقابل، بلغ صافي السلف بالدولار، التي منحها مصرف لبنان للحكومة لتمويل استيراد الفيول وتسديد الفوائد على الدين الخارجي وامور اخرى، نحو 13 مليار دولار. اي اقل بنحو 4.5 مليار دولار من القروض بالدولار التي منحتها الحكومة لمصرف لبنان، علما ان الحكومة سددت جميع سلفها بالليرة،
Read 6 tweets
2 Oct
1/4
انخفضت موجودات البنك المركزي بالعملة الصعبة بقيمة 11.3 مليار دولار منذ بداية هذا العام حتى نهاية ايلول. اللافت ان اكثر من 7 مليارات دولار منها خسرها بعد حزيران، اي ان 62% من النزف حصل في الاشهر الثلاثة الاخيرة، ومن ضمنها خسارة 2.2 مليار دولار في الاسبوعين الماضيين وحدهما. Image
2/4
تتسارع وتيرة استنزاف السيولة بالدولار. وهذه هي ذريعة سلامة للتوقف عن تمويل استيراد القمح والدواء والوقود على سعر الصرف الثابت، وتمويل استيراد سلع منتقاة من السلة الاستهلاكية على سعر الصرف على المنصة. ولكن هل دعم اسعار الاستيراد هو المسؤول وحده عن النزف في الفترة الاخيرة؟
3/4
الواضح ان سلامة اختار وقف تمويل الاستيراد لكي يواصل تمويل العمليات مع المصارف، بما في ذلك تمويل تحويلاتها الى الخارج واكسابها بعض الوقت الاضافي القاتل قبل اعلان الافلاس.
Read 4 tweets
6 Sep
هذه "الدولة" يجب تغييرها، لانها في الحصيلة سبب بؤسنا. ولكن ترداد ان افلاس الجهاز المصرفي سببه الافراط في الانفاق العام هو جزء من خطاب ايديولوجي يحمله اكثرية "الخبراء الليبراليين" والمصرفيين.
(1/5)
لا يوجد دليل على ان الافلاس (وهو بالدولار بمعظمه) نتج عن تمويل مصرف لبنان للحكومة (وهو بالليرة بمعظمه)، على الرغم من ان هذا التمويل كانت سلبياته جمّة وفساده مؤكّد ودوره واضح في تركيز الثروة والدخل لدى الاقلية الاوليغارشية.
(2/5)
حتى رياض سلامة اضطر للاقرار بذلك، ولكن في سياق الدفاع عن نفسه وردّ الاتهامات الموجهة اليه انه مسؤول عن اقراض الودائع لدولة "فاسدة وغير كفوءة"،
(3/5)
Read 5 tweets
21 Aug
وفق ارقام الميزانية نصف الشهرية الصادرة عن مصرف لبنان في 15 الشهر الجاري، يظهر ما يلي: Image
(1) انخفض بند "موجودات خارجية" بقيمة 7.3 مليار دولار منذ بداية هذا العام. يعكس هذا البند الاستنزاف المتواصل في احتياطات العملات الصعبة. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت منذ يومين عن "مصدر رسمي" إن مصرف لبنان أبلغ الحكومة أنه سيوقف الدعم لمنع نزول الاحتياطيات دون 17.5 مليار دولار.
(2) ارتفع بند "موجودات اخرى" بقيمة 16.1 مليار دولار منذ بداية هذا العام. ويعكس هذا البند الخسائر المحققة في ميزانية مصرف لبنان والتي يجري طمسها عبر حيل محاسبية عجائبية "تعوّض الخسائر المتراكمة بالارباح المستقبلية"، وفق ما شرحه رياض سلامة نفسه.
Read 5 tweets

Did Thread Reader help you today?

Support us! We are indie developers!


This site is made by just two indie developers on a laptop doing marketing, support and development! Read more about the story.

Become a Premium Member ($3/month or $30/year) and get exclusive features!

Become Premium

Too expensive? Make a small donation by buying us coffee ($5) or help with server cost ($10)

Donate via Paypal Become our Patreon

Thank you for your support!

Follow Us on Twitter!