حياة اللغة هو بتطورها وقدرتها على استيعاب ما يستجد من
١-أسماء العلوم والمعارف والصناعات والمخترعات
٢-وأساليب كتاب كل عصر
ويرجع في ضبطها إلى فئتين وهم:
١- علماء اللغة الذين يصححون ما وافق قواعدها وأصولها وينفون ما خالفها
٢- والأدباء والشعراء الذين ينتقون منها ويتأنقون باختياراتهم
يمثل علماء اللغة الصيرافة النقاد الذين يميزون بين الأصيل والدخيل في اللغة بينما يمثل الأدباء والشعراء والكتاب التجار الذين يروجون ما يستجد من المفردات والأساليب ويشهرونها لخفتها على ألسنتهم وجمالها ورشاقتها فلا يضرها حداثتها أو يتجنبونها فيميتونها فلا ينفعها حينئذ أصالتها
وما زال الشعراء والأدباء والكتاب الكبار في كل عصر يفترعون اللغة من كل وجه ما اتسع لهم فيها المجال ويعتسفون مفرداتها ما جاز فيها المقال ويخترعون الأساليب ويتفنون في الاستعمال ويتأنقون في الاختيار منها ويطرب الناس لهم ويستحسنون ذلك منهم فيروج ذلك بينهم ويكون فيه حياة اللغة وتطورها
وقد بز المتنبي أهل عصره ومن جاء بعده في هذا الباب حتى أعجز نقاده من بعده فذهب شعره بكل مفردة افترعها شرقا وغربا على حد
قوله
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
وقوله
على قلق كأن الريح تحتي
أوجهها جنوباً أو شمالا
وبقي شعره يهز سامعيه إلى اليوم وذهب نقاده ونقدهم!
وقد أنشد المتنبي في مجلس قصيدته "إنما التهنيات للأكفاء"
فقال له الأديب اللغوي أبو علي الآمدي: التهنية مصدر والمصدر لا يجمع!
فقال المتنبي لآخر بجنبه: أمسلم هو؟
فقال سبحان الله هذا أستاذ الجماعة أبو على الآمدي!
قال فإذا صلى وتشهد ألا يقول التحيات وهي كالتهنيات!
فخجل أبو علي وقام
• • •
Missing some Tweet in this thread? You can try to
force a refresh
"الإخوان المسلمون" جماعة إسلامية إصلاحية كبرى وهي امتداد لحركة الدعوة والإرشاد الإصلاحية التي أسسها الإمام السيد رشيد رضا ١٩٠٨ وجعل مجلة المنار صوتها وكان الإمام حسن البنا من أخص تلاميذه ووارث دعوته ومحرر مجلة المنار بعده حيث رثى شيخه رشيد رضا وذكر بأن جماعته هي امتداد لدعوة شيخه
تحقق حلم الشيخ رشيد رضا بقيام جماعة إصلاحية تجمع بين الدعوة والإرشاد والعمل السياسي على يد تلميذه الإمام حسن البنا الذي أسس الجماعة الجديدة الإخوان المسلمون ١٩٢٨م بمباركة شيخه وتوجيهه ودعا بعد وفاته ١٩٣٥م تلاميذه وأتباعه عبر مجلته المنار إلى التعاون معه على هدي الكتاب والسنة فقال
مضى الإمام البنا في دعوته الإصلاحية مجتهدا في الجمع بين
١- الدعوة إلى الله التي تقوم على العلم الشرعي والفقه العميق
٢- والعمل السياسي - من أجل وحدة الأمة وعودة الخلافة - الذي يقوم على فهم الواقع والوعي الدقيق
حتى إذا أرسل كتائبه للجهاد في فلسطين ١٩٤٨ حلت بريطانيا الجماعة واغتالته
العلمانية دين وضعي أرضي كغيرها من الأديان وأصحابها يؤمنون بها كحقيقة مطلقة سواء كانت ليبرالية صليبية أو شيوعية إلحادية مادية وكل من آمن ودان بها فقد اتخذها دينا ولهذا تقام لها الدول وتشن من أجلها الحروب وتقتل بسببها الشعوب كما فعلت روسيا من أجل الشيوعية وأمريكا من أجل الليبرالية!
الأديان الوضعية تجعل من السلطة ربا ففرعون مع عدم إيمانه برب حتى قال لموسى﴿وما رب العالمين﴾ يدعو إلى إقامة الدين والطاعة له بقوله ﴿ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم﴾ فسمى طاعتهم وخضوعهم له دينا وقال قومه ﴿أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون﴾ أي طائعون خاضعون
الصراع الإسلامي العلماني ليس بين الدين والعقل والعلم كما يصوره دجاجلة الفكر بل بين دينين وعقليتين وعلمين ولهذا كان الخطاب القرآني صارما مع كل الملل ﴿قل يا أيها الكافرون.. لكم دينكم ولي دين﴾ بما فيهم الدهريون الماديون الذين يقولون ﴿نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر﴾ فلهم دينهم!