Thread by @sameh_asker

لمن يقول أن شهادة الشيخ #محمد_حسان أمس في المحكمة ليست مهمة وغير مؤثرة، هنا أطرح على حضراتكم 7 فوائد لها، علما بأن فكرة استدعاء شيوخ السلفية للشهادة ليست من المحكمة بل من دفاع متهمي قضية داعش امبابة، والقاضي علم بأهميتها فأصر عليها لعدة أسباب نذكرها تباعا..
يتبع

أولا: هذه أول مرة يقف فيها رموز السلفية الكبار الذين نشروا الوهابية بين العرب والمسلمين ليس كدعاه واعظين ولكن (شهودا بصفة الاتهام) ومعنى شهادة المتهم مسئوليته عن تحريض الفاعل فيضطر الشيخ مجبرا لنفي (كل الأيدلوجيات المتطرفة) عن نفسه، وهي سابقة في تاريخ هؤلاء الدعاة لم تحدث من قبل

ثانيا: نفي الشيخ حسان كل الأفكار المتطرفة عن نفسه يعني تخليه عمليا عن تاريخه الدعوي طوال 30 عاما كان فيها المحرض المعنوي والمؤسس الفكري لجماعات العنف الطائفية الحديثة التي تشكلت بعد الربيع العربي، ومعنى ذلك أن فئة كبيرة ممن تأثروا بهذا التاريخ ستدخل مرحلة شك وقلق فكري مفصلية..

ثالثا: القاضي يعلم جيدا مسئولية حسان ويعقوب في صناعتهم للإرهابي فكريا، فحسب كلام القاضي هذه ليست أول قضية إرهاب يعترف فيها المتهمون بتتلمذهم على يد حسان ورفاقه، لكنه يقصد بالشهادة فصل الشيخ عن تلاميذه معنويا ودفعهم للمراجعات وراء القضبان بدعوى تعرضهم للخديعة وقصورهم الفكري

رابعا: شهادة حسان في المحكمة صنعت حالة تنابز وشقاق وتلاسن بين فصائل الإسلام السياسي، فأنصاره لا يملكون الحجة لتبرير ما فعله من تقية ،والمترددين لأول مرة يرون شيخهم جبانا ليس بطلا كما تخيلوه في أحلام اليقظة، والنتيجة انخفاض التعاون بين هذه الفصائل وكثرة التخوين والتباغض فيما بينها

خامسا: حسان ويعقوب ليسوا مجرد دعاة بل فقهاء كبار ومراجع علمية معتمدة في التيار الديني ككل، ودفعهم للتبرؤ من تاريخهم وأفكارهم هو دفع تلقائي لعجلة تجديد الفقه الأصولي وإعادة النظر في مناهج تفسير القرآن والحديث المنتشرة بين الجماهير، ونتائج ذلك ستظهر على آداء كثير من خطباء المنابر

سادسا: إجبار رموز السلفية على التراجع الفكري يعني إنهاء مسيرتهم الدعوية والعلمية للأبد ، فهذه الشهادة أطلقت رصاصة الرحمة على المشروع السلفي السياسي ككل، بعد تأجيل ذلك عدة مرات عقب ثورة يونيو 2013 بدعوى الخوف من احتضان الجماهير لهم وقطع الطريق أمام أي وساطة سياسية لصالحهم..

سابعا وأخيرا: شهادة حسان في المحكمة بأسلوب محاكم التفتيش يُرهِب أي شيخ وفقيه سلفي وأزهري آخر يظن بإمكانه الكذب والزعامة السياسية بارتياح، وكذلك يرفع مساحة النقد الذاتي لهؤلاء الفقهاء في مجالسهم الخاصة بدعوى تراجع نظرائهم، فالذي حدث ليس هينا وله امتداد فكري واجتماعي مهم