في فلسفة المعرفة تفرض نظرية مطابقة القول للواقع أن القول لا يكون (صائبا) إلا إذا طابق الواقع، ولا تأثير لاعتقاد القائل أنه صادق، وهنا فرق بين الصواب والصدق، فالصدق متعلق باعتقاد القائل، لا بمطابقته لواقع، ولتوضيح الفرق =
الفرق تخيل توأمين زيد وعبيد وهما متشابهان تماما ما عدا أن عبيدا لديه ندب في صدغه الأيسر.
وتخيل شخصين آخرين سعد وفهد
سعد يعرف زيدا فقط،
وفهد يعرف الاثنين ويعرف كيف يفرق بينهما عن طريق الندب،
الآن تخيل أن سعدا وفهد يمشيان في طريق وصادفا زيدا=
فإذا أخبرا الخبر فسيكون الجواب:
سعد: صادفت زيدا ( صادق في اعتقاده ومخطئ في مطابقة الواقع)
فهد: صادفت عبيدا (صادق في اعتقاده ومصيب في مطابقته للواقع)
الخبر الذي نقله فهد هو ما تنص عليه نظرية المطابقة أنه صواب أو (حقيقة) لأنه مطابق للواقع.=
أول من شرط اعتقاد القائل هو الجاحظ (المعتمد لأبي الحسين البصري 2\75)،
مع ملاحظة أن القدماء لم يفرقوا بين الصدق والحقيقة في ألفاظهم
وقد ذكر التطابق توما الأكويني، نقلا عن ابن سينا، نقلا عن أبي إسحاق الإسرائيلي (الكينونة والزمان -هايدغر 397)، والفارابي(الحروف 117)=
لكن يمكن إيجاد جذور المطابقة في الفلسفة اليونانية عند أفلاطون وأرسطو
ثم استمر الأمر مرور بعصري النهضة والتنوير حتى العصر الحديث وصولا إلى الذرية المنطقية وفيتجنشتاين وراسل.
يوجد على نظرية المطابقة اعتراضات مثل جملة (أنا كاذب) وأشباهها من المفارقات التي يستحيل فيها =
مطابقة الخبر للواقع، لكن ذلك لم يكن داعيا للتخلي عنها لوضوحها الشديد وبدهيتها.
تتشارك الميدان مع نظرية المطابقة نظريتان، نظرية الانسجام أو الترابط أو التماسك ويستحسن البحث عنها بالاسم الإنكليزي The coherence Theory، والبراغماتية.=
الذي يهمنا هنا أن نميز وندرك بين اعتقاد القائل، ومطابقة القول للواقع، فلا يكفي أن يكون القائل صادقا معتقدا بصدقه لنحكم بأن قوله حقيقة، وغاية ما يفيده صدق المخبر هو الاطمئنان لخبره، دون الجزم القطعي، أو ما نعبر عنه باليقين المنطقي.
يعتقد الأعم الأغلب من الناس أن ذاكرة الإنسان جهاز تسجيل، ينقل الأحداث السابقة كما وقعت، كالكاميرا وأجهزة تسجيل الصوت، إلا أن ذلك ثبت بطلانه في السنوات الخمسين الأخيرة، فثبت في عدد من الدراسات أنه من الممكن تشويه الذاكرة الحقيقية، =
بل من الممكن زرع ذكرى لم تحدث قط وحسب عالمة النفس المتخصصة بدراسة الذاكرة اليزابيث لوفتاس: "ذاكرتنا بناءة وترميمية كأنها صفحة ويكيبيديا يمكنك الدخول اليها وتغييرها، والآخرون كذلك يستطيعون".=
أشهر رواية في هذا الموضوع قصة ستيف تايتس الذي اتهمته ضحية اغتصاب بارتكاب الجريمة وقالت في المحكمة: "أنا متأكدة تمامًا أنه الفاعل"
مع أن تايتس لم يقابلها أبدا وهذا ما تبين بعد سنة حين كلف تايتس صحفي تحريات فتمكن من الوصول إلى المجرم الحقيقي الذي اعترف بجريمته وثبتت براءة تايتس. =
ينطلق الدليل من الحجة الغائية ولكن بطريقة الاستقراء المتبع في منهج الفيلسوف الشيعي محمد باقر الصدر الذي أسس له في كتابه (الأسس المنطقية للاستقراء) واتبع فيه نظرية الاحتمالات
الكتاب متوفر PDF = echo-najaf.blogspot.com/2020/10/blog-p…
بناء حجة الدليل ليسهل نقدها:
1 يوجد توافق هائل بين عدد كبير من الظواهر وحاجة الإنسان للحياة
2 احتمال أن توجد كل هذه الظواهر المعدة لتناسب حياة الإنسان صدفة ضئيل جدا
3 احتمال أن يكون وراءها فاعل مختار هيأ الظروف لتناسب حياة الإنسان كبير جدا 4- إذن يوجد فاعل حكيم هو الله =
سيبدأ نقد الحجة أولا بطلب البرهنة على أن الكون أعد خصيصا ليستضيف الحياة وهو ما لم يقدمه أحد
ثم نطلب البرهنة على أن الظواهر الكونية لو اختلفت لن ينتج عنها حياة بالمطلق وهو ما لا يستطيعه أحد
بهذين النقدين لا يصبح الدليل سوى فرض غير مبرهن =
هل التواتر حجة؟
تسمع كثيرا من المتدينين أن أديانهم منقولة بالتواتر وأن التواتر يدل على اليقين لكن هل هم صادقون في الدعوى والتطبيق؟
فماذا يعني التواتر؟
وهل التواتر يفيد اليقين المطابق للواقع
وهل التواتر بديهي أم نظري
وهل يقبلون كل تواتر؟
دعونا نناقش هذه القضية=
يبحث المنطق الأرسطي الصوري عن القضايا التي تفيد اليقين
ويقصد باليقين:
الاعتقاد
الجازم
المطابق للواقع
غير القابل للزوال
مثل (امتناع اجتماع النقيضين) أم القضايا العقلية الأولية
فهذه قضية صادقة صدقا دائما
فلن تجد لها في الواقع ما يكسرها أبدا
على فرض أن الإنسان يدرك الواقع كما هو =
والقضايا المتواترة في المنطق الأرسطي من اليقينيات ويشترط:
عددا كبيرا يستحيل معه اتفاقهم على الكذب
وأن يكون مستندهم على الحس
ولا يفرق المنطق بين أي متواتر من أي جهة حين تتحقق الشروط ويضفي عليه صفة اليقين بالمعنى المنطقي
أي ثبوت المحمول للموضوع ثباتا جازما دائما مطابقا للواقع =
فلسفة تعتقد أن القيم الأخلاقية معينة من وجهة نظر أحادية (ذكورية) دون أن تأخذ في حسبانها وجهة النظر الأنثوية والتجربة والخبرة الأخلاقية للمرأة
لذا يجب إعادة تقويم الأخلاق بوجهة نظر غير منحازة تشمل القيم المتعلقة بالمرأة =
الفلسفة الأخلاقية النسوية تقول إن المرأة تفكر تفكيرا مختلفا عن الرجل ولسيطرة الرجل على الميدان الفلسفي فإنه لم ينسب إلى الفضائل النسوية قيمة مستحقة وربما همشها ونزع منها القيمة وسخفها بل أدى ذلك إلى الزعم بأن النساء غير ناضجات أخلاقيا بينما يعطي قيمة أكبر للفضائل الذكورية =
فأعطى قيمة أعلى للصفات الذكورية كالاستقلال والاعتماد على النفس وشدة الحذر والسيطرة والتعالي والقتال والموت
وأعطى قيمة أقل للصفات الأنثوية كالترابط والتواصل والمشاركة والتعاطف والرعاية والعلاج والبهجة والسلام والحياة
فهل يتحتم على المرأة أن تتشبه بالرجل أخلاقيا لتكون فاضلة؟!=
مغالطة الحجة المخصصة
تسمى أيضا الإنقاذ المخصص أو Ad hoc argument
هي ليست حجة بل استراتيجية شائعة أو تكتيك جدلي يستهدف حماية الادعاء وإنقاذه من هجوم الأدلة المضادة بتقديم حل بديل يكون في الغالب 1- تخمينيا 2- أو غبر قابل للاختبار والدحض 3- أو غير قابل للتعميم =
ويعتقد صاحبها أنه يقوي حجته لكنه في الحقيقة يضعفها بالتخمينات أو بنقل عبء الإثبات
مثال:
- طليقي ما يزال يحبني
= لكنه خطب فلانة
-عشان يخليني أغار
= لكن حدد موعد الزواج وأرسل الدعوات
-عشان يتأكد إني عرفت
الجملة الثالثة والأخيرة هي الحجة المخصصة لإنقاذ الادعاء في=
الجملة الأولى من الأدلة الداحضة وهي تخمينية غير قابلة للتحقق والتعميم
يكثر استعمال الحجة المخصصة في الأديان ونظريات المؤامرة والأرض المسطحة ونظرية التطور
أمثلة
المعجزات: يجري اللجوء إلى زعم تدخل إلهي لتنفيذ المعجزة التي تفندها الأدلة التجريبية وكذلك اللجوء إلى =
آين راند 1905-1982 والفلسفة الموضوعية (Randism أو Objectivism)
مقدمة مختصرة جدا
فيلسوفة أمريكية من أصل روسي وروائية وكاتبة مسرحية أسست فلسفتها ونشرتها عن طريق رواياتها، كانت تعارض الأيديولوجيات الشمولية كالأديان والشيوعية والنازية إلخ
المبدأ الميتافيزيقي لفلسفتها هو الوجود موجود ويجب أن نتعاطى معه كما هو وليس كما نريد، لأنه لن يكون كما نريد، أي أن الواقع معطى موضوعي.
الوجود هو البديهية الأولى ولا يوجد شيء ولا بديل ولا أي مفهوم ماورائي
الوجود أن يكون شيء أو قانون الهوية أ = أ
تعتقد راند أن عقل الإنسان هو وسيلته الوحيدة لإدراك الكون إلا أنها تحصر المعرفة بأجمعها عن طريق الإدراك الحسي لذا تصنف ضمن الأبستمولوجيا التجريبية لكنها ترفض الفصل بين ما هو عقلاني وما هو تجريبي إذ تقدم الحواس المادة الخام للمعالجة العقلانية ومن دون ذلك يستحيل تحصيل المعرفة=