بتاريخ 20 كانون الثاني 2022، أطلق تنظيم الدولة عملية عسكرية واسعة من حيث اختيار الهدف وعدد الجنود المشاركين، لتحرير عناصره الموقوفين في سجن الصناعة بحي غويران جنوب مدينة الحسكة.
تعد العملية الأقوى من نوعها منذ انهيار التنظيم في سوريا قبل ثلاث سنوات على أيدي قوات التحالف وقسد، إذ استمرت 7 أيام وخلفت أعداداً من القتلى والجرحى.
تثبت العملية مدى الترهل والفساد الذي تعاني منه قوات قسد، وضعفها في التعامل مع هكذا أحداث دون دعم مباشر من التحالف الدولي..
فنّدت أحداث سجن الصناعة إدعاءات قسد بقدرتها على ضبط الميدان والتعامل مع التهديدات الأمنية، وهذا سيكون له تداعيات يتوقع أن تستثمرها دول فاعلة منخرطة في ملف شرق الفرات.
هجمات التنظيم ضد قسد خلال عام:
كانت قوات قسد الهدف الأول لعمليات التنظيم خلال عام 2021، بواقع 70% من مجمل عملياته في سورية، بحسب ما يظهره رصد عمليات التنظيم بالاعتماد على ما نشره التنظيم على منصاته الرسمية.
شنّ تنظيم الدولة في عام 2021، 292 عملية على كامل الأراضي السورية.
جدول توضيحي للجهات التي استهدفها التنظيم خلال العام الفائت:
معلومات عن سجون قسد:
تحتجز حوالي 12 ألف عنصر من التنظيم في ثمانية سجون هي غويران والصناعة في الحسكة، كامب البلغار والشدادية في الشدادي، ديريك في المالكية، الكسرة في دير الزور، رميلان في الرميلان، الرقة المركزي في الرقة.
تعتبر سجون الصناعة والكسرة وكامب البلغار هي الأهم، لاحتوائها على غالبية قيادات التنظيم.
هجمات سابقة للتنظيم على السجون:
شن التنظيم 3 عمليات كبيرة على سجون يحتجز بها مقاتلوه، من أبرزها: هجوم على سجن أبو غريب وسجن التاجي في العراق عام 2013، هجوم على سجن إدلب الواقع تحت سيطرة هيئة تحرير الشام عام 2017، هجوم على سجن غويران تحت سيطرة قسد عام 2022.
غالباً ما نجحت عمليات التنظيم هذه في إخراج قيادات ومقاتلين له ، لعل ذلك يلقي الضوء على استمرار امتلاك التنظيم لقدرات نوعية رغم ما لحق به من خسائر.
يُعوّل التنظيم على إخراج القيادات لتعزيز نشاطه التنظيمي، من خلال زيادة قدرته على الحشد وإدارة العمليات، كما يعطي رسالة داخلية للتنظيم بأنه لا يترك أسراه، بما يزيد التلاحم داخل صفوف التنظيم.
بالتزامن مع الهجوم على سجن غويران، شنّ التنظيم 22 عملية على قوات قسد مقسّمةً على سبعة أيام، 4 عمليات في الحسكة و 5 عمليات في الرقة و 13 عملية في دير الزور، بهدف ارباك قوات قسد وتشتيت تركيزها الأمني.
هاجم التنظيم خلال السنوات السابق سجن غويران ثلاث مرات لم ينجح من خلالها من اقتحام السجن، ولكن هجومه الأخير يبرز تعلمه من اخطائه ومن فساد وترهل قوات قسد
حول الهجوم، قراءة تقنيّة:
حسب المعلومات المتقاطعة هاجم التنظيم السجن ب 200 عنصر تم احضارهم من خارج السجن.
حيث بدأ التنظيم التخطيط للعملية قبل ستة أشهر كما صرح نوري محمد أحد قادة قسد.
بدأت العملية بالهجوم على بوابة السجن بسيارتين مفخختين أدى انفجارهما إلى فتح الباب وتسهيل دخول عدد من العناصر المهاجمة.
القسم المتبقي من العناصر توزعت داخل حي غويران بهدف منع وصول مؤازرات قسد إلى محيط وداخل السجن إضافة للعمل على فتح طريق أمام القيادات والعناصر المراد إخراجها.
بعد دخول عناصر التنظيم إلى السجن بدأوا بالاشتباك المباشر من نقطة صفر مع عناصر حماية السجن ومع إدارة السجن، وانتقل قسم منهم إلى الهجوم على مستودعات السلاح والطعام.
بعد سقوط مستودعات السلاح والطعام بيد العناصر المهاجمة وتحييد قوات قسد الموجودة في السجن بين أسير وقتيل تم فتح عنابر السجناء وتسليحهم.
انتقل التنظيم بعدها إلى توزيع عناصره التي تم تحريرها ثم تسليحها إلى إمساك نقاط رباط على محاور السجن فيما انخرطت القوة المهاجمة بالاشتباك مع قوات قسد التي حاولت اقتحام السجن بهدف استنزافها.
بالتزامن مع الاشتباكات داخل وفي محيط السجن بدأت عناصر التنظيم المنتشرة في الحي بالتقدم باتجاه الشرق والسيطرة على عدد من حواجز قسد على الطريق الرئيسي جنوب الحسكة والهدف هو تأمين طريق هروب للقيادات والعناصر التي تم تهريبها من السجن باتجاه الصحراء والحدود العراقية السورية.
بعد ذلك بدأ عناصر من التنظيم بالخروج من السجن إلى حي غويران عبر الأنفاق التي حفرتها قسد مسبقاً في السجن والحي، ما يدل على اختراق أمني كبير تعرضت له قسد من قبل التنظيم.
تزامن هجوم التنظيم على السجن مع شن عمليات على دوريات ومقرات قوات قسد في كل من الحسكة والرقة ودير الزور بهدف خلق نوع من الإضراب لدى مجموعة القيادة والسيطرة العسكرية والأمنية في قسد.
بعد يوم ونصف من السيطرة على الحي انكفأ عناصر التنظيم إلى داخل السجن واختبأت بعض الخلايا داخل حي غويران.
بدأ التنظيم بالتفاوض مع قوات قسد والتحالف الدولي لتمرير عناصره إلى الصحراء مقابل إطلاق سراح عناصر قسد المحتجزين لدى التنظيم.
تلى ذلك توقف العمليات العسكرية لمدة 20 ساعة تقريبا، ثم عادت الاشتباكات من جديد مع تقدم ملحوظ لقوات قسد واستسلام عدد من عناصر التنظيم الذين كان أصلاً في السجن.
لم تظهر صور أو أسماء لعناصر التنظيم المهاجمة من خارج السجن ما يرجح فرضية هروبهم عبر أنفاق أو خلال التفاوض مع قسد والتحالف
ظهرت قيادات قسد بتاريخ 26 كانون الثاني لتعلن انتهاء الإشتباكات والسيطرة على السجن وحي غويران.
لكن في اليوم التالي هاجمت إحدى خلايا التنظيم النائمة في حي غويران دورية مشتركة للتحالف الدولي وقسد، ما دفع قسد لإخراج الصحفيين وإعلان حي غويران منطقة عسكرية.
وهذا تكتيك دفاعي نادراً ما يتم استخدامه وهو القتال التقهقري، ويهدف التكتيك إلى استمرار العملية الدفاعية بالحدّ الأدنى ضد القوى المهاجمة بهدف ارهاقها واستنزافها لحين إتمام أهداف العملية كما خطط لها.
ويهدف التكتيك السابق إلى تحقيق المعادلة العسكرية التالية: كفّة التكاليف تزيد على كفّة النصر، أي أن تكلفة إعادة السيطرة على السجن تزيد عن التكلفة العسكرية المنطقية. وبذلك يفقد النصر أي معنى له. وهذا ما فعله التنظيم في الموصل.
نهايةً صرّحت قسد بعد الحادثة السابقة عن وجود حوالي 60 إلى 90 عنصر من التنظيم لازالوا مختبئين في أنفاق ومواقع داخل السجن وحي غويران ما يعني أن المعركة لم تنتهي بعد.
من المرجح أن القيادات التي تم إخراجها من السجن سيتم نقلها إما إلى البادية السورية بدرجة رئيسية باعتبارها موطناً للتعبئة والتدريب، أو إلى العراق بدرجة ثانوية وإن كان خياراً مكلفاً، فالحدود العراقية تبعد عن الحسكة 35 كم، أما البادية فهي تبدأ بعد حي غويران فوراً.
يتوقع أن يستغل التنظيم القيادات التي خرجت بعد تأمينها، في تعزيز قدراته التنظيمية والتعبوية، وهذا يزيد من عبء التهديدات الأمنية على خصومه ومنافسيه ويضع قوات قسد أمام مرحلة صعبة وجديّة في مواجهة خلايا التنظيم.
لازال التنظيم يعمل ضمن المرحلة الأولى من استراتيجية اعتمدها بعد انهياره وهي استراتيجية حرب العصابات كما ذكر ذلك أمراؤه وقادته في عدّة مناسبات
وتعتمد هذه المرحلة بشكل رئيسي على الاستنزاف أو ما يسمى بالإدماء، قوامها العمليات الهجومية المحدودة ويقوم بها مجموعة صغيرة تمتاز بأمرين هما سرعة الحركة وخفّة التسليح.
ويمتنع فيها المهاجم عن إمساك الأرض بهدف عدم الوقوع في عمليات دفاعية تؤدي للاستنزاف وتحتاج للإمداد المستمر والنوعي بنوعيه البشري والناري.
كما يحاول المهاجم التركيز على خاصيتين رئيسيتين لهجماته وهما الاستمرارية والتوزعيّة، فلا يتوقف عن الهجمات ولا يحصُر عملياته في جغرافية محددة.
ماذا بعد عملية غويران؟
الهجوم على سجن غويران بهذا الشكل يعتبر نقلة نوعية للتنظيم في عملياته العصابية الهجومية، ورسالة أمنية قوية لقوات قسد والتحالف الدولي.
لا تعتبر سوريا هي الساحة الرئيسية لعمليات التنظيم، فمنذ انطلاقه لا زال التنظيم يعتبر العراق هي الساحة الرئيسية لعملياته حيث قام التنظيم ب 738 عملية في العراق في عام 2021 فقط. بما يعزز أن سورية ساحة للتعبئة والحشد والتدريب.
لم تنتهي عملية غويران وقد نسمع عن بعض العمليات التي قد تحدث في حي غويران أثناء تمشيط قوات قسد والتحالف للحي، أو قد نشهد عمليات نوعية للتنظيم شبيهة بعملية غويران في خلال فترة قريبة.
أظهرت العملية مدى الترهل الأمني داخل صفوف قوات قسد ما قد يدفع بعض الدول الفاعلة في الملف السوري إلى الترويج بعدم قدرة قوات قسد رغم الدعم الدولي الذي تتلقاه للحفاظ على عناصر التنظيم داخل السجون، إضافة لعدم نجاح استراتيجية التحالف الدولي ومعه قسد في محاربة الإرهاب.
#الحسكة#غويران#سجن_الصناعة#قسد#التحالف_الدولي#داعش
طيران التحالف الدولي يشن ثلاث غارات جوية في محيط حي غويران بمدينة الحسكة، حسب شبكة الخابور.
وهذا ما يؤكد ما ذكرته عن عدم نهاية المعركة وانتهاج التنظيم لتكتيك يهدف لاستنزاف هيبة الخصم وقوته، إضافة لرفع التكلفة عليه.
مجلة النبأ التابعة لداعش تنشر صباح اليوم بعض تفاصيل الهجوم على السجن.
#تنظيم_الدولة ينشر تفاصيل عن العملية في مقال طويل في صحيفة #النبأ التابعة له.
وهذه مقتطفات منها تصحح بعض المعلومات التي ذكرت في التغريدات وتثبت بعضها الآخر.
On January 20, 2022, ISIS launched a large-scale military operation, in terms of chosen target and the size of participating fighters, to liberate its members who were detained in Al-Sina’a Prison in the Ghweran neighborhood, south of Al-Hasakah city.
This operation is considered the most intense of its kind since the collapse of the group in Syria three years ago by coalition forces and the SDF, as the operation lasted for 7 days and resulted in many causalities.
Örgütün son bir yıldaki hedeflerinin açıklayıcı bir tablosu:
PKK Hapishaneleri Hakkında Bilgi:
Grubun yaklaşık 12.000 üyesi sekiz hapishanede tutuluyor: Hasaka'daki Goiran ve El SİNAA, Şadadi'deki Balgar Kampı ve Şaddadiya, El Malikia'daki Derek, Deir ez-Zor'daki El Kasra, Rumailan'daki Ramlan, Rakka'nın merkezi.
#daraa
The forces of the #Assad regime announced that a number of #settlements had been made to a number of people from Daraa, for those who did not make the settlement last #September.