,
20 tweets,
8 min read
Read on Twitter
قصة ملكة الهستيريا"ماري ويتمان Blanche Marie Wittman" التي أصبحت مساعدة لأول إمرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين.
سأستعرض من خلالها مرض "هستيريا النساء" والذي أختفى بعد أكثر من عشرين قرن على وجوده.
سأستعرض من خلالها مرض "هستيريا النساء" والذي أختفى بعد أكثر من عشرين قرن على وجوده.
ماري ويتمان كانت فتاة باريسية تعيش في القرن التاسع عشر. اصيبت بالصرع في وقتها والذي لم يكن مشتهر كمرض عصبي.كان الصرع وقتها يعتبر من أعراض مرض "هيستيريا النساء".أصبحت اشهر مريضة بهذا المرض وذلك لأشراف طبيب الاعصاب الفرنسي المشهور "جين مارتين شاركوت". كان يعرض حالتها اسبوعيا لطلابه
سأستعرض من خلالها مرض "هستيريا النساء" والذي أختفى بعد أكثر من عشرين قرن على وجوده.
سأعود لقصتها لاحقاً.
لكن ماهو مرض هستيريا النساء ولماذا اختفى هذا المرض قبل ٥٠سنة من الان.
سأستعرض تاريخ بدايته وتطوره ثم أختفائه. ولي وقفه مع العنصرية الجنسية التي كانت طاغيه على هذا المرض
سأعود لقصتها لاحقاً.
لكن ماهو مرض هستيريا النساء ولماذا اختفى هذا المرض قبل ٥٠سنة من الان.
سأستعرض تاريخ بدايته وتطوره ثم أختفائه. ولي وقفه مع العنصرية الجنسية التي كانت طاغيه على هذا المرض
برزت الهيستيريا كاضطراب عضوي منذ القدم يصيب النساء فقط. في خمسينات القرن الماضي تحول لاعتلال نفسي فقط وتم استبعاد المسبب العضوي. ضل كذلك حتى عام ١٩٨٠م عندما تم ازالة هذا المصطلح من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الثالث.
الهستيريا مشتقة من الكلمة اللاتينية hystreo والتي تعني الرّحِم. اعتقد قدماء الاغريق وفي مقدمتهم أبوقراط "أبو الطب" أن الرحم هو مصدر الهيستيريا. ومن هنا كانت تسميتة الهستيريا بأنه" اضطراب بسبب الرحم".
كانوا يؤمنون أن الرحم جوّال متنقل وغير ثابت في مكان واحد. وبزعمهم أن الرحم يزاحم الاعضاء الاخرى فتصيب المرأة حالة من الهيستيريا "قلق، عصبية، اغماء، ضيق في التنفس او نزغات في القلب وأي اعراض اخرى لايمكن تفسيرها". وصف أفلاطون هذه الاعراض بـ"اختناق الرحم hysterical suffocation”
كان الاعتقاد السائد ان هذه الاعراض المصاحبه للهستيريا لا تزول الا بتثبت الرحم من التجوال. ذلك بان يضعوا مادة ذات رائحة طيبة قريبه من الأعضاء التناسلية واخرى كريهة الرائحة عند الانف لتدفع الرحم للجهة السفلى من البطن وليستقر هناك. وكان هذا سمة العلاج في عهد الاغريق.
وفي القرن الثاني الميلادي، خرج جالينيوس (أحد مؤسسي الطب الحديث) بنظرية خالفت الاغريق. رفض قصة الرحم الجوال. وقال أن الهيستيريا تحدث بسبب احتباس بويضات المرأة 🤦🏻♂️
واستمر خروج الاسباب المختلفة خلال القرون الماضية حتى القرن التاسع العشر. قام طبيب الأعصاب الفرنسي جين مارتين شاركوت بدراسة الهيستيريا وقال ان العلة تكمن في الجهاز العصبي وليس الرحم. كان يحاول علاج الحالات بالإيحاء. احدى مريضاته هي ماري ويتمان الآنف ذكرها.
الايحاء هو علاج يعتمد على جعل المريض يعتقد أنه شي آخر.فيوحى للمريضة أنها قطّة، فتتصرف كما تتصرف القطط على سبيل المثال.كانت ماري ويتمان تخاف أن توضع في مصحة عقلية وهو مصير من يشخصون بمرض"هستيريا النساء"فكانت تمثل انها تستجيب للايحاء بشكل عظيم ولذلك استمرت مريضة يتم عرضها باستمرار
كان أبو الطب النفسي التحليلي "سيقموند فرويد" أحد طلاب شاركوت. استنتج أن الهيستيريا نتيجة اشكالية نفسية وليست عضوية. اعتقد أن السبب هو جرح نفسي بسبب صدمة نفسية او قمع. وقال أن الصدمة بسبب أن المرأة تكتشف أن ليس لديها أعضاء تناسلية ذكورية🤦🏻♂️. وقام بانشاء طرق مختلفة لعلاج الهستيريا.
مع تطور الحركة النسوية والطبية،توصلوا أن الرحم ليس له علاقة بالاعراض.وان الاعراض يمكن أن تصيب الرجال كما تصيب النساء. كان هناك تردد كبير في قبول المجتمع الطبي الذكوري بغالبيته حتى القرن التاسع عشر لهذا الادعاء. وبدأوا في قول مثلا ان الهستيريا قد تصيب الذكور السود وليس البيض..الخ
بعد الحرب العالمية الاولى برزت اعراض الهستيريا كما يدعوها في الرجال البيض الذين خاضوا الحرب. كانت مماثلة لاعراض هستيريا النساء.وبما ان السائد ان الرحم كان المسبب فمن الصعب قبول مصطلح الهستيريا في الرجال. فخرجت تسميات اضطراب الكرب المصاحب لصدمة نفسية PTSD.واستمر الجدل للقرن الماضي
وخلال القرن العشرين وبالتحديد عام ١٩٥٢ تم استبعاد الهستيريا كونها مرض عضوي له علاقة بالرحم وضل اضطراب نفسي. وفي عام ١٩٨٠ تم نفي وجود الهستيريا خصوصا "هستيريا النساء" وازيل هذا المصطلح من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الثالث.
تعتبر "هيستيريا النساء" كمثال للعنصرية الجنسية sexism في المجال الطبي. برزت كتراكم لمفهوم خاطئ لعشرين قرن في مجال يسوده الذكور فقط. فلم يسمح للنساء في المجتمع الغربي بدخول هذا المجال حتى منتصف القرن التاسع عشر. فأول طبيبة في امريكا "اليزابيث بلاكويل" تخرجت عام ١٨٤٦ وفي كندا١٨٨٠
ولذلك فتشخيص الغالبية من المريضات باي اعراض وقد تكون الكثير منها مصاحبه للطمث الشهري، يكون على يد أطباء ذكور. لم يبدأ هذا الامر بالتحول الا في منتصف القرن العشرين بتواجد كتلة مؤثرة من الطبيبات واكتساب النساء للحقوق المدنية كالتصويت في ١٩٢٠ بالولايات المتحدة
لم أجد أشارة لمثل هذا المرض في التاريخ الطبي الاسلامي. ولعل أحد الاسباب هو الدور الريادي للمرأة المسلمة في المجال الطبي. كانوا يقوموا بدور التمريض والعلاج. وكانوا يسموا "الآسيات" . رفيدة الأسلمية” كانت جراحة حروب، ولدت وتوفيت في عصر الرسول ص وتعتبر خيمتها أول مستشفى في الإسلام.
واشتهر بعضهم خلال التاريخ خصوصاً الكحالات" متخصصات في طب العيون" مثل “زينب طبيبة بني أود”. كانت طبيبة مشهورة وذائعة الصيت بين العرب، وكانت تعمل كحَّالة وعاشت في الشام.
وأعود لملكة الهستيريا والتي استحقت الاسم لكثرة من شاهدوها تعالج بالايحاء ولقدرتها على تقمص الدور لتتجنب ان توضع في مصحة عقلية. بعد وفاة طبيب الاعصاب شاركوت، ظلت حبيسة المشفى لعامين ثم خرجت لتلتحق بعالمة الفيزياء والكيمياء ماري كوري وتعمل مساعده لها
بعد وصمها بالهستيريا، خرجت لتمارس حياة طبيعية وتعمل تحت إمرة أشهر عالمة في القرن العشرين والتي فازت بجائزة نوبل مرتين عن الفيزياء والكيمياء وهو مصداق لعدم وجود لـ"هيستيريا النساء".
هذه القصة مصداقاً للقول "الحكم على الشيء فرع عن تصوره"
دمتم بود
هذه القصة مصداقاً للقول "الحكم على الشيء فرع عن تصوره"
دمتم بود
