( ١ )
حينما يأتي ذكر الذكاء الاصطناعي يظهر في الذهن على الفور سلاسل أفلام مثل Terminator و Matrix التي تتحدث عن تمرد الآلات على البشر وتحويل حياتهم إلى جحيم
يبدو الخيال مثيرًا، ولكن الكلمة العليا دائمًا للعلم الواقعي
سيتحدث هذا الثريد عن الذكاء الاصطناعي
المقصود بالذكاء الاصطناعي AI هو قدرة الآلات على التعلم من الخطأ والتجارب السابقة مثل البشر. أي أنه بتعريف بسيط هو: محاولة الآلات محاكاة البشر في التفكير والتصرف واتخاذ القرارات.
تفيد هذه التقنية في حمل أعباء كثيرة عن البشر في تنفيذ المهام التي تتطلب دقة كبيرة في تنفيذها.
متى ظهر #الذكاء_الاصطناعي؟
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة عام 1965 على لسان جون مكارثي، وعرّفه بأنه: علم وهندسة صنع الآلات الذكية.
وجميعنا تعرضنا لصورة أو أكثر من صور الذكاء الاصطناعي. فجميع ألعاب الكمبيوتر بدءًا من أتاري حتى PES مصممة بتقنيات الذكاء الاصطناعي
اقتصرت استخدامات الذكاء الاصطناعي في البداية على التطبيقات العسكرية، وتحسين البيئة المحلية، مثل تخطيط الطرق والشوراع.
وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية DARPA لها إنجاز ضخم في هذا الشأن بإنتاج أول مساعد شخصي قبل ظهور Siri بعقد كامل على الأقل.
#الذكاء_الاصطناعي انتشر الآن بالتوازي مع انتشار استخدام الجوالات الذكية وشبكات التواصل المتقدمة بتقنية 5G وظهور وتفعيل إنترنت الأشياء في الحياة العامة
وبشكل عام فالذكاء الاصطناعي بمفهومه الحالي قائم على التحليل المنطقي وحل المشكلات بمحاولة استنتاج ردود أفعال البشر ومحاكاتها
تنقسم أنواع #الذكاء_الاصطناعي إلى 3 أنواع:
الذكاء الاصطناعي الضيق: وهو أن تتخصص الآلة في نوع واحد فقط من الذكاء (لعبة – مهمة إدارية – اختيار ما بين متعدد – الخ) مثل الحاسوب الذي هزم بطلي الشطرنج ولعبة غو. يتم تغذيته بملايين الاحتمالات للعبة، ويصبح متخصصًا فيها فقط.
الذكاء الاصطناعي العام: وهو يشير إلى ذكاء مماثل لذكاء الإنسان بكل قدراته. يبدو الأمر وكأنه ممكن، ولكن الحقيقة أنه لم تصل آلة حتى الآن إلى مستوى ذكاء الإنسان.
وربما يجعلك هذا مطمئنًا بعض الشيء بشأن مسألة تمرد الآلات على البشر ☺
الذكاء الاصطناعي الفائق: يقول عنه بوستروم من أكسفورد هو أن تصل الآلة إلى مستوى فكر أذكى بكثير من أفضل العقول البشرية في كل مجال تقريبًا، بما في ذلك الإبداع العلمي والحكمة العامة والمهارات الاجتماعية
وهو النوع الذي يحبه كُتَّاب الخيال العلمي وهو بعيد في ظل التقنيات الحالية
#تطبيقات_الذكاء_الاصطناعي أكثر من أن تُعد أو تُحصر
تخيل أن يتم برمجة إضاءة المنزل ليتم إغلاقها في حالة عدم الاستخدام. أو أن يتم تأمين المنزل ضد السرقة من خلال تسجيل بيانات أفراد الأسرة والأصدقاء والمعارف، وضرب جرس الإنذار وإبلاغ أقرب دورية أو مخفر شرطة بحدوث حالة سرقة.
كذلك من تطبيقات الذكاء الاصطناعي السيارات ذاتية القيادة، وقد ظهر هذا بالفعل في سيارات تسلا Tesla.
أما لو أردت أن ترى تقنيات الذكاء الاصطناعي في يدك، فانظر إلى بصمة الوجه، وبصمة العين، في جوالك الذكي الذي تمسكه في يدك الآن.
وغيرها...
والآن لنتحدث قليلاً عن صوفيا
صوفيا هو روبوت من أحدث ما وصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي
ظهرت للمرة الأولى عام 2016 بإمكانيات فذة، لم يسبقها فيها روبوت
وصوفيا لديها القدرة على الحديث المنطقي مع البشر في مواضيع شتى
وبكفائة.
صوفيا تتعرف على الوجوه، تحرك عينيها لترصد من يحدثها من مختلف الزوايا، تعبر عن سعاتها وضيقها، تناقش وتحاور. تميز الأماكن والأحداث ودرجات الحرارة والأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الدولة التي تتحدث عنها أو تزورها، بل لديها حس فكاهي وتضحك إذا رأت أو سمعت ما يُضحك.
حصلت صوفيا على الجنسية السعودية، لتصبح أول روبوت في العالم يحصل على جنسية.
وعلى الرغم من المستوى الواضح في ذكاء صوفيا الاصطناعي كروبوت، إلا أنها تعترف أنها ذكية بالقدر الذي تم تغذيتها به من معلومات ومشاعر.
كما أن صوفيا تخبر أنه من المستحيل – حتى الآن – أن تصل الآلات إلى محاكاة تامة لمشاعر وعقلية البشر، بالشكل الذي يسمح للآلات بأن تقود قيادة ذاتية، كما في أفلام الخيال العلمي.
تأتي قوة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قدرة الآلات على تنفيذ المهام التي تتطلب دقة بالغة لا يستطيعها البشر. وهذا بالتأكيد يرفع من مستوى الأمان والثقة في النتائج، حيث أن القائم على تنفيذها آلات لا تتعرض لنسب الخطأ، أو حالات الضعف البشري. وهو ما يعني أمان ودقة بنسبة 100%.
وأخيرًا، وكما هي العادة في الخوف من أي تقنية حديثة، تأتي المخاوف من التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن تعميم مثل هذه التقنية، والتي سيكون أولها انتشار البطالة بسبب عملية إحلال الآلة محل البشر، وخاصة تلك التي تمتلك ذكاءً اصطناعيًا.
هل ترى آثارًا سلبية أخرى؟