اليوم سأتحدث معكم عن مرئياتي الشخصية لأسباب صعوبة نضوج ونمو بيئة الشركات الناشئة Startups في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. لن اتطرق للأسباب الشائعة مثل التمويل او الدعم الحكومي، بل سأركز على العوامل الاقتصادية في بيئة العمل ومحركاتها.
فلنبدأ...
فلنبدأ...
اذا تحدثنا عن اساس أي مشروع تجاري فهو قائم على مبادئ العرض والطلب Supply & Demand كأساس للنجاح او الفشل. أقر افضل المستثمرين (في رأي الشخصي) ان اقوى عامل هو السوق، كما ذكر مارك اندريسن @pmarca مؤسس @a16z في كتاباته هنا: pmarchive.com/guide_to_start…
وهذا ينطبق مباشرة على الشركات الناشئة. ما اعنيه هنا، ما هو مقدار الطلب على استحواذ او تمويل الشركات الناشئة في المنطقة؟ او قدرتهم في الطرح في السوق العام من قبل المستثمرين، سواءً الشركات او الأفراد؟ للأسف قليل جدا: magnitt.com/news/startup-f…
فقط ٣ مليار دولار على ٥ سنين. فلنقارن.
فقط ٣ مليار دولار على ٥ سنين. فلنقارن.
في الولايات المتحدة، فقط في اول ٥ شهور من ٢٠١٨ تم صرف ما يقارب ٢٠ مليار دولار في الاستحواذات والدمج، مما يعادل ٨٠٪ من كامل رقم سنة ٢٠١٧. هنا التفاصيل: news.crunchbase.com/news/us-startu…
في اوروبا، فقط في سنة ٢٠١٧ وصل الرقم الى اكثر من ١١٢ مليار دولار في الاستحواذات والدمج من الشركات الناشئة. التفاصيل هنا: mindthebridge.com/mtb-cb-orrick-…
وهناك ايضا الصين والهند، وما حولها من اسواق ناشئة. كامل التمويل والدعم المالي لكل هذه المناطق ترونه هنا.
السؤال هنا، ما هو الذي يجذب التمويل والدعم؟ بكل بساطة، كما وضحت: هو العرض والطلب على هذه الشركات من المستثمرين (في السوق العام) او المستحوذين (في السوق الخاص).
السؤال هنا، ما هو الذي يجذب التمويل والدعم؟ بكل بساطة، كما وضحت: هو العرض والطلب على هذه الشركات من المستثمرين (في السوق العام) او المستحوذين (في السوق الخاص).
نستطيع ان نضخ الكثير من الأموال والدعم للشركات الناشئة، سواءً من جهات حكومية او خاصة، لكن المحرك الرئيسي لنضوج البيئة لن يكون ذلك، فالدعم هو فقط اداة مساعدة، اما العوامل الأقتصادية هي الأساس. فلطالما العرض والطلب على الشركات الناشئة لايزال منخفض، الدواعم لن تفي بغرضها.
فالسؤال هنا، ما هي عواقب فقدان الأساس (العرض والطلب)؟ بكل بساطة الشركات الناشئة لن تحصل على التمويل الكافي لتوفير الموارد البشرية او غير ذلك من لوازم النجاح. فلايزال العائد المالي للفرد في التحاقة بمؤسسة ناضجة (مثلا: بنك او شركة اتصالات) افضل بكثير من التحاقة بشركة ناشئة.
مما سؤدي الى فقدان الكوادر والتقنيات اللازمة للشركات الناشئة، وسيقلل من فرصة نجاحها بشكل كبير.
فكيف الحل وأين نبدأ؟ في الأساس، وليس الدواعم فقط مثل مسرعات الأعمال وغيرها.
فكيف الحل وأين نبدأ؟ في الأساس، وليس الدواعم فقط مثل مسرعات الأعمال وغيرها.
لتغيير الأساس، وهو العرض والطلب على الشركات الناشئة، يجب التطلع الى الشركات الناضجة وسوقهم بشكل مباشر. أجعل من الشركة الناشئة منافسة او مكملة للشركات الناضجة، لجذبهم سواءً استثمارياً او استحواذياً. اجبرهم على ذلك بإبتكارات جديدة وخدمات مكمله. سأذكر مثال.
شركة جيديا @GeideaNet اشتهرت مؤخرا بنجاحها بجذب قيمة سوقية واستثمار عالي يصل الى مليار ريال ماشاء الله. كيف فعلت ذلك؟ دخلت في سوق المدفوعات والأجهزة ذات العلاقة. السوق هذا كان موجود من سنين من قبل البنوك وشركات اخرى، لكن جيديا قدمت المزيد وبشكل افضل.
البنوك وغيرها من الشركات القديمة عانت في سوق المدفوعات والأجهزة، ولم تصل لتطور ملحوظ في الخدمة، لذلك فتحت ثغرة لتطوير ذلك، وحينها أتت شركة جيديا واستحوذت على السوق بشكل رائع، مما اجبر البنوك وجميع المشاركين في السوق على العمل معها، وأدى ذلك لنجاح هائل ماشاء الله.
خلاصة القول، يجب التركيز على الأساسيات الاقتصادية، لتتمكن الشركة الناشئة من جذب الدواعم المالية والبشرية لها، وبذلك تأتي الدواعم الأخرى مثل مسرعات الأعمال وغيرها لتعزيز فرصة النجاح.
وهذه مهمه لنا جميعاً، سواءً مستثمرين او مشرعين او رواد اعمال لدعم هذا التوجه.
وهذه مهمه لنا جميعاً، سواءً مستثمرين او مشرعين او رواد اعمال لدعم هذا التوجه.
وفي الختام، هذه فقط مرئياتي السخصية بشكل مختصر حول الموضوع من بعد اكثر من ٧ سنين في الاستثمار في السوق العام والخاص، سواءً للشركات الناشئة او الناضجة.
مع تمنياتي للجميع بالنجاح والتوفيق.
ختام.
مع تمنياتي للجميع بالنجاح والتوفيق.
ختام.
